الأصوات تعلم الدماغ التعامل مع المفاجآت
استكشف باحثون من جامعة بازل السويسرية كيفية تطور ردود الفعل تجاه المفاجآت في الدماغ النامي، وذلك باستخدام التجارب على الفئران كنموذج.
تتعمق الدراسة في استجابة الدماغ للمحفزات غير المتوقعة، وكيف تتطور مع تقدمنا في السن.
ووجد فريق البحث في الدراسة المنشورة بدورية “سياينس أدفانسيس” أن الفئران الصغيرة لديها في البداية ردود فعل قوية تجاه المحفزات غير المتوقعة، والتي تتضاءل مع نضوج مناطق معينة في الدماغ.
وتنضج مناطق مختلفة من الدماغ تشارك في معالجة الصوت بمعدلات مختلفة، حيث تنضج القشرة السمعية في وقت متأخر بكثير عن المتوقع، ولوحظ أن عملية النضج هذه تتأثر بالتجارب مع الأصوات التي يتم التعرض لها؛ حيث أظهرت الفئران التي نشأت في بيئات هادئة محايدة للضوضاء، تأخرا في معالجة الأصوات غير المتوقعة في القشرة السمعية.
وتشير الدراسة إلى أن الدماغ يشكل نموذجا داخليا للعالم .أثناء النمو ويقارن بين المحفزات الخارجية، وتسمح هذه المقارنة للدماغ بتصنيف المحفزات على أنها مألوفة أو غير متوقعة. مما يساعد في التعلم والتكيف. ويؤدي عدم التعرض للأصوات إلى إعاقة تطور هذا النموذج. مما يؤثر على قدرة الدماغ على التمييز بين الأصوات المألوفة وغير المتوقعة.
ويقول خالد هاشم، أستاذ النفسية والعصبية بجامعة طنطا المصرية .إن نتائج الدراسة تبدو جديدة ومختلفة، لكن يبقى هناك تساؤل يستحق البحث لاحقاً، وهو أنه “إلى جانب التعرض للصوت. ما هي العوامل البيئية الأخرى التي قد تؤثر على معالجة المفاجآت في الدماغ النامي. وكيف تشكل التجارب المختلفة قدرة الدماغ على التمييز بين المحفزات المألوفة وغير المتوقعة”.
وتحتاج الإجابة عن هذا السؤال إلى وجود خطط لاستكشاف. تأثيرات أنواع معينة من الأصوات أو الاختلافات في المحفزات البيئية على نمو الدماغ بشكل أكبر، كما يوضح هاشم.
وبعد الإجابة عن هذا السؤال، يشير هاشم، إلى أن التحدي التالي. سيكون هو كيفية ترجمة هذا البحث على الفئران على البشر، فرغم التشابه بينهما. يجب التأكد من أنه لا توجد أوجه تشابه أو اختلافات بين البشر والفئران في الطريقة التي يعالج بها الدماغ المفاجآت أثناء النمو.
ويضيف أن استكمال البحث بالإجابة على هذه التساؤلات. يمكن أن يساهم في تطبيقات علاجية للحالات التي تعاني من اضطرابات النمو المعرفي.