الخليج العربي

4 سنوات تتوج العلاقات الأخوية… هانٍ إماراتية على حكم هيثم بن طارق


تهانٍ إماراتية إلى سلطان عمان هيثم بن طارق، بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم، تتوج العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين.

وتحل اليوم الخميس ذكرى مرور 4 أعوام على تولي سلطان عمان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، 11 يناير/كانون الثاني 2020، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين نقلة نوعية.

وكان السلطان هيثم بن طارق قد استهل العام الرابع من حكمه بزيارة إلى الإمارات للمشاركة في اللقاء الأخوي التشاوري، الذي استضافه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 18 يناير/كانون الثاني 2023.

زيارة تتوج العلاقات التاريخية بين البلدين التي شهدت نقلة نوعية بعد الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للسلطنة سبتمبر/أيلول 2022، والذي أجرى خلالها مباحثات مع سلطان عمان هيثم بن طارق، وتوجت بتوقيع 16 اتفاقية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وتحل الذكرى الرابعة لتولي سلطان عمان مقاليد الحكم بعد نحو شهر من زيارة ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان للإمارات، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

علما الإمارات وسلطنة عمان

تهانٍ رسمية

وبعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم الخميس، برقية تهنئة إلى أخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، وذلك بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم في سلطنة عمان.

كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى السلطان هيثم بن طارق.

تهانٍ إماراتية تتوج العلاقات المتنامية بين البلدين، في وقت تتحول فيه المناسبات الوطنية في البلدين إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.

زيارات متبادلة

وتحل الذكرى الرابعة لتولي سلطان عمان مقاليد الحكم، في وقت يتزايد فيه التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة.

فقبل شهر، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات -في قصر الشاطئ بأبوظبي- 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان.

وتبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع وزير الثقافة والرياضة والشباب في السلطنة الأحاديث الودية، التي تعبر عن متانة الأواصر الأخوية التاريخية التي تربط دولة الإمارات وسلطنة عمان وشعبيهما، وبحثا سبل تعزيز علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين، خاصة في المجالات الثقافية والرياضية والشباب.

وخلال الزيارة نفسها قام ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عُمان، يرافقه الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، بزيارة متحف اللوفر أبوظبي.

وأعرب الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان وذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد عن تقديرهما للسرديات الثقافية المقدمة، والتراث المشترك الذي يعرضه المتحف، مؤكدين أهمية الدور الحيوي لهذه المساحات الإبداعية في تعزيز الروابط الثقافية للبلدين الشقيقين.

وزار ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، بيت العائلة الإبراهيمية الذي يضمُّ ثلاث دور للعبادة، وتجوَّلا في هذا المَعلم الحضاري والثقافي، وأشادا برسالة بيت العائلة الإبراهيمية من أجل التعايش والسلام والأُخوَّة الإنسانية.

علما الإمارات وسلطنة عمان
وقبل 3 شهور استقبل السُّلطان هيثم بن طارق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة خلال زيارة للسلطنة 26 سبتمبر/أيلول الماضي، جاءت بعد 3 شهور من زيارة مماثلة للشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة رأس الخيمة في 13 يونيو/حزيران الماضي.

وجرى خلال اللقاءين استعراض مسيرة العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين في ظلّ ما يربطهما من أواصر تاريخية مشتركة، إضافة لبحث أوجه التعاون الثنائي المشترك في كل المجالات التي تخدم المصالح المتبادلة للشعبين العُماني والإماراتي الشقيقين، بالإضافة لبحث عدد من الأمور ذات اهتمام الجانبين.

زيارتان استبقهما وأعقبهما زيارات متبادلة عدة لمسؤولي البلدين لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.

زيارات ومباحثات ترسم خارطة طريق مستقبلية لعلاقات أخوية متنامية ومستدامة تسهم في رخاء وازدهار البلدين والمنطقة، ترجمة لرؤى قيادتي البلدين التي جسدتها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى سلطنة عمان شهر سبتمبر/أيلول 2022، والتي توجت بتوقيع 16 اتفاقية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

من أبرز الاتفاقيات التي تم توقيعها اتفاقية تعاون بشأن مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين.

وتتضمن الاتفاقية تأسيس شركة “عُمان والاتحاد للقطارات” المملوكة بالمناصفة بين الجانبين، بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات، باستثمارات إجمالية للمشروع بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي.

أيضا، على صعيد التعاون العسكري، شهد فبراير/شباط الماضي تنظيم التمرين العسكري المشترك “تعاون 3″، الذي أقيم على أرض دولة الإمارات بين القوات المسلحة الإماراتية وقوات السلطان المسلحة في سلطنة عمان، وذلك في إطار التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات ورفع الجاهزية القتالية للجانبين.

دعم غزة

وجنبا إلى جنب مع التعاون الثنائي، يتعاون البلدان في دعم أمن واستقرار المنطقة، وحل أزماتها.

وتحل تلك المناسبة فيما تبذل الدولتان جهودا مشتركة لإغاثة غزة، ودعم جهود وقف إطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.

وشارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، في الاجتماع الوزاري الخليجي الاستثنائي الذي عقد في مسقط، 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وتم خلالها الإعلان عن رصد 100 مليون دولار لإغاثة أهالي قطاع غزة.

وعلى هامش أعمال الاجتماع، استقبل السلطان هيثم بن طارق الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأحداث الجارية في المنطقة، وأكد السلطان هيثم بن طارق أهمية تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد والعنف وتوفير الحماية للمدنيين.

كما تطرق اللقاء إلى مسيرة العمل الخليجي المشترك والتعاون والتنسيق المثمر بين دوله وسبل تعزيزه بما يعود بالخير على شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.

تعزيز التضامن الخليجي والعربي

وتحل الذكرى الرابعة لتولي سلطان عمان مقاليد الحكم، بعد اختتام عُمان رئاستها الدورة الـ43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مدار عام 2023، قامت خلاله بجهود بارزة بتعاون مع دولة الإمارات لتعزيز التضامن الخليجي.

وضمن جهودهما المشتركة لتحقيق هذا الهدف شارك السلطان هيثم بن طارق في اللقاء الأخوي التشاوري، الذي استضافه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 18 يناير/كانون الثاني الماضي، وحضره أيضا كل من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وبحث القادة خلال لقائهم العلاقات الأخوية بين دولهم ومختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات التي تخدم تطلعات شعوبهم إلى مستقبل تنعم فيه بمزيدٍ من التنمية والتقدم والرخاء.

وأكد القادة رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار، مشددين على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

ويعد اللقاء الذي جمع بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلطان عمان هيثم بن طارق هو الثالث خلال 7 أشهر بعد اللقاء الذي جمعهما في سبتمبر/أيلول 2022، ولقائهما زيارة سلطان عمان إلى دولة الإمارات مايو/أيار من نفس العام، لتقديم التعازي في وفاة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

علما الإمارات وسلطنة عمان

علاقات تاريخية

وفي كل مناسبة يستذكر شعبا البلدين جهود القادة المؤسسين في إرساء علاقات أخوية قوية بين البلدين.

علاقات أخوية تزداد نموا وترسخا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والسلطان هيثم بن طارق.

تلك العلاقات القوية عبر عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تصريح سابق له وصف فيه السلطنة بأنها “بلد عزيز يحظى بمكانة خاصة في قلوب الإماراتيين قيادة وشعباً”.

ومرت العلاقات الثنائية بين البلدين خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في المضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاء تاريخياً في عام 1968.

وعقب تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، حرص المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على التأسيس لعلاقات قوية وراسخة مع سلطنة عُمان الشقيقة، وكان لدى المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، الرغبة نفسها في أن تكون العلاقات الإماراتية-العُمانية نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الخليجي والعربي، بل الدولي أيضاً.

وقد شكلت الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية “الهوية” بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

وجاءت زيارة الدولة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان الشقيقة في 27 سبتمبر/أيلول 2022، لتشكل حقبة جديدة في تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى