سياسة

«مجزرة الطحين» في غزة.. التفاصيل


العالم لا يزال مصدوما من مشاهد الجثث المتناثرة، ببطون خاوية، من فوق شاحنات المساعدات في «دوار النابلسي» شمال قطاع غزة.

وأدانت دولة الإمارات بشدة استهداف القوات الإسرائيلية، الخميس، تجمعاً لآلاف الفلسطينيين من سكان القطاع كانوا ينتظرون إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية إليهم.

وطالبت دولة الإمارات بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين في هذه الحادثة التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء.

كما عبّرت دول أخرى والأمم المتحدة عن صدمتها وقلقها بعد مقتل أكثر من 110 فلسطينيين، حسب حكومة حماس، خلال عملية توزيع للمساعدات تخللها إطلاق نار إسرائيلي وتدافع، وفق روايتين متضاربتين لإسرائيل والفلسطينيين.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي بأن جنودا شعروا “بالتهديد” وأطلقوا النار بصورة “محدودة”، وأفاد عن “تدافع قتل وجرح خلاله العشرات، وبعضهم دهسته شاحنات المساعدات”.

وذكر شهود عيان ووزارة الصحة في قطاع غزة أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتمركزون قرب دوار النابلسي في غرب غزة، فتحوا النار على الحشد الذي اندفع نحو الشاحنات لدى وصولها إلى الدوار.

وأكدّت وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة أن مئات آلاف الأشخاص في شمال قطاع غزة يعانون من الجوع ولا يجدون ما يأكلونه، وأن المساعدات التي تدخل القطاع المحاصر شحيحة أصلا، ولا يصل منها إلا ما هو نادر جدا إلى الشمال المدمّر على نطاق واسع.

صدمة

في تواتر لردود الفعل حيال «مجزرة الطحين» في غزة أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة، حيث استُهدف مدنيون من جنود إسرائيليين”، مطالبا بـ”الحقيقة” و”العدالة”.

بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى “تحقيق مستقلّ” حول ما حصل.

وقال سيجورنيه عبر إذاعة فرانس إنتر “أود أن أكون في غاية الوضوح اليوم، نطلب توضيحات وسيتحتم إجراء تحقيق مستقل لتحديد ما جرى”، مشددا على أن لا “كيل بمكيالين” في ردود فعل فرنسا.

وأكد أن “فرنسا تقول الأمور كما هي. تقولها حين ينبغي وصف حماس بحركة إرهابية. لكن عليها أن تقولها أيضا حين تقع فظاعات في غزة”.

كذلك، طلبت واشنطن “أجوبة” من إسرائيل، مؤكدة أنها تدرس “الروايات المتضاربة” بشأن ما حدث.

وأعربت الصين الجمعة عن “صدمتها” إزاء المأساة، مؤكدة “إدانتها الشديدة” لما جرى.

وندّد منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ”المجزرة الجديدة”، واصفا ما حصل بأنه “غير مقبول”.

أيضا، علقت الخارجية الألمانية عن مقتل فلسطينيين بغزة في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات، مشددة على “ضرورة التحقيق في ملابسات الواقعة”.

بدورها، قالت الحكومة البرازيلية، اليوم الجمعة، إن مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة يظهر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ليس لها “حدود أخلاقية أو قانونية”، مجددة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان “الإنسانية تخذل المدنيين في غزة. وحان الوقت لمنع المزيد من المذابح”.

وسبق أن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته” بعد التقارير الواردة عن مقتل الفلسطينيين خلال هرعهم للحصول على مساعدات، منددا بواقعة “مروعة”، ودعا إلى “تحقيق مستقل” لتحديد المسؤوليات.

كما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا الخميس لبحث المسألة.

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن “الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة على نحو مروّع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى