تزايد الطلب على السلاح في اليمن.. لماذا؟
تسبب الصراع اليمني المستمر منذ سنوات والتصعيد الأخير في المنطقة إضافة إلى حرب غزة في زيادة الطلب على الأسلحة النارية في اليمن وفي محاولة للاستفادة من ذلك بدأ تجار السلاح نقل متاجرهم من ضواحي المدن إلى المراكز على مدى السنوات الخمس الماضية.
وأصبحت الكثير من الأسلحة التي تباع في اليمن محلية الصنع، وعن ذلك يقول تاجر السلاح قايد عليان “ميد إن يمن 2023، هذا صنع في اليمن كامل مكمل تصنيع من الصفر لا ملفق لا يوجد له قطعة من قبل ولا شيء، كله مصنوع من الصفر وأدائه ما شاء الله يشكروهن كلهم (كل الناس) ما قد أحد انتقدهن في ضربهن (إطلاق النار) أو أي حاجة ويشكروهن في قوتهن واستخدامهن يعني تمام”.
وفيما يتعلق بتزايد الطلب على السلاح حاليا أضاف عليان “أول حاجة إقبال الناس هو من قبل، كل بيت لا يخلو من السلاح. كل بيت ضروري يكون عندهم وهو عارف عند الشعب اليمني كامل الناس اللي عندهم عادات وتقاليد حسنة. ومن بعد العدوان الذي حصل زاد الناس استعداد وشراء الأسلحة لأي اعتداء أو عداوة منهن ولا شيء أو أي حاجة يكون معهم سلاح، كل واحد يستعد”.
واندلعت حرب أهلية في اليمن أواخر عام 2014 عندما استولى الحوثيون على صنعاء. وقلقا من النفوذ المتزايد لإيران على طول حدودها، تدخلت السعودية على رأس تحالف مدعوم من الغرب في مارس/آذار 2015 لدعم الشرعية.
وأدى الصراع إلى حدوث انقسام وظهور فصائل مسلحة عديدة لكل منها أجندته الخاصة. وتسبب ذلك في خلق بيئة أصبح فيها الحصول على الأسلحة النارية أسهل من خلال أسواق السلاح المفتوحة في المدن.
ويفيد مسح بخصوص الأسلحة النارية الصغيرة عام 2017 بأن هناك ما يقرب من 15 مليون قطعة سلاح ناري بحوزة مدنيين في اليمن، أي 62 لكل 100 شخص، وهو ما يجعل اليمن ثاني أكثر دولة مسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة.
ويقول يمنيون إن زيادة الطلب تأتي أيضا بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة والضربات التي تقودها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين.
وقد أدت هذه الأحداث إلى زيادة عدد اليمنيين الذين يشترون أسلحة نارية داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وفي أحد أسواق مدينة صنعاء يقول تاجر السلاح محمد حسن الصعدي إنهم يقدمون أنواعا مختلفة من السلاح معظمها صناعة محلية.
ويضيف الصعدي “الصناعات المحلية مثل الأوالي (البنادق الآلية)، المسدسات، الصواريخ، كل الصناعات المحلية الآن قناصات موجود قناصات عديدة الأنواع، البوازيك (قذائف آر.بي.جيه) موجود يمني، هذا يعني صناعات يمنية، قذائف وكل الأسلحة، الثقيل والخفيف موجودة الآن… ليش؟. استعدادا للمرحلة القادمة مع العدو الشيطان الأكبر، الأميركي والبريطاني”.
ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني يستهدف الحوثيون سفنا تجارية دولية تضامنا منهم مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ونتيجة لذلك أعادت الولايات المتحدة الحوثيين إلى قائمة الجماعات الإرهابية وفرضت عقوبات قاسية على الجماعة المتحالفة مع إيران.
وبينما يشتري سلاحا قال عبدالعظيم المؤيدي “الآن احنا ننتظر لما يحدث في غزة، غزة الآن الكثير ما بالله حجر أو هربوا، نعين كيف بيسبروا (يعملوا) ونعد لأنفسنا من ذا الحين، لأنهم مسلوبين شيبات (مسنين) فيه 70 أو في 80 (سنة) ما با بالمخذف (قوس صغير) أو بالحجر واحنا لا عاد نسبر مثلهم (لا نصير مثلهم) يدعسونا (اليهود) يموت واحد بشرف بعزة وكرامة”.