«فلاش باك» على غرام زوجة ماكرون
كانت معلمته بالمدرسة الثانوية، وكان بعمر أبنائها، ورغم فارق السن بينهما تزوجا ودعمته لتصبح سيدة فرنسا الأولى الأكثر جدلا على الإطلاق.
قصة من صميم الواقع تستعرض الملامح العريضة لسيرة بريجيت، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمرأة التي قال عنها قبل سنوات إنها «امرأة حرة ومسؤولة ووجه للحداثة».
لكن تلك المعلمة التي أحبت تلميذها وارتبطت به رغم أنها تكبره بربع قرن، هي نفسها التي باتت سيدة فرنسا الأكثر إثارة للجدل، حيث لا تكاد أخبارها تتوارى عن الأنظار حتى تعود الأضواء لتسلط عليها.
“بريجيت امرأة حرة”
هكذا وصفها ماكرون خلال مقابلة إذاعية في عام 2018، وهي نفس العبارة التي اختارتها شركة “غومون” للإنتاج والتوزيع السينمائي، لتكون عنوان مسلسل روائي قيد الإعداد مستوحى من حياة زوجة الرئيس الفرنسي.
وفي بيان لها، قالت شركة الإنتاج إنها بدأت كتابة مسلسل مخصص لبريجيت ماكرون، من أجل تتبع “المسار الرومانسي للسيدة الأولى”، فيما لم يتم تحديد طاقم الممثلين بعد.
وأوضحت أن المسلسل سيكون بعنوان “بريجيت امرأة حرة”، ويتألّف من 6 حلقات، مدّة كل منها 45 دقيقة، مشيرة إلى أن السيناريو اشترك في كتابته كل من بينديكت شارل وأوليفييه بوبونو.
وسبق للثنائي أن تعاونا في كتابة مسلسلات بوليسية من إنتاج القناة التلفزيونية الثانية، لكن هذه المرة الأولى التي تُلهم فيها سيرة بريجيت ماكرون، المرأة التي تستقطب اهتمام العالم، صناع الأفلام ممن يجازفون بإخراج عمل فني عن سيدة فرنسا الأولى ولا تزال على قيد الحياة.
تداعيات سرعان ما تجسدت بإعلان أوساط مقربة من بريجيت أن لا علاقة لها بالمسلسل، في محاولة للنأي بالسيدة الأولى عن جدل جديد ينضاف إلى عاصفة الشائعات التي زعمت مؤخرا أنها “متحولة جنسيا”، واضطر ماكرون نفسه لنفيها.
«فلاش باك»
في تصريح لصحيفة «لوفيغارو» المحلية، تحدثت بينيدكت شارل عن وجود مَشاهد من نوع “الفلاش باك” تستعيد جانبا من أهم الأحداث التي مرَّت بها فرنسا خلال السنوات الـ30 الماضية.
وأضافت أن “حساسية موضوع المسلسل تشكل رهانا جسيما، ويستوجب منا أن نمسكه، ثم نحرر أنفسنا منه من أجل تقديم الخيال”.
واعتبرت شارل أن “بريجيت ماكرون شخصية رائعة وأردنا أن نتعامل معها بطريقة روائية، ميلودرامية تقريبا، بسبب الروح الرومانسية لمصيرها”.
ولطالما أثارت قصة حب ماكرون وبريجيت الاهتمام والجدل في آن، وقد تكون هذه التفاصيل المشحونة رومانسية هي ما شجع صناع العمل على اختياره، من منطلق قناعة شبه تامة بقدرته على استقطاب الجماهير.
القصة
في الواقع، تبدو القصة بالفعل جديرة بالاهتمام، فماكرون لم يكن سوى فتى في الـ15 من عمره فيما هي كانت سيدة متزوجة في الـ39 من عمرها حين بدأت الحكاية.
كانت معلمته في المدرسة الثانوية، حيث التقاها عندما كان طالبا في “لو بروفيدنس”، وهي مدرّسة كاثوليكية في شمال فرنسا.
البداية كانت على خشبة المسرح في مدينة أميان، وحينها كانت بريجيت تراقب باهتمام أداء ماكرون الذي ظهر مرتديا زي فزاعة في مسرحية، أما هو فكان مفتونا بكل تفاصيلها، في حب قال عنه خبراء اجتماعيون إنه كان أشبه بارتباط الابن بأمه.
كانت بريجيت آنذاك متزوجة ولديها ثلاثة أطفال في عمر ماكرون تقريبا، واختارت أن تعطيهم الأولوية، وفي الأثناء، كان الفتى ينظر إليها بعين مختلفة، وكان يلتقيها بحجج مختلفة، حتى إن والديه كانا يعتقدان أنه قد يكون مغرما بابنة معلمته، قبل أن يكتشفا أنه عاشق للمعلمة نفسها.
كان ردهما الطبيعي هو استبعاده من خلال إرساله إلى مدرسة داخلية في باريس، وهي الخطوة التي أحبطت بريجيت بشكل ما، لكن كان عليها الاعتراف بفارق السن والوضع، فقالت في نفسها إنه «سيقع في حب شخص في مثل عمره»، كما تحدثت في إحدى مقابلاتها.
«لكن ذلك لم يحدث»، تضيف مستدركة، فلقد أراد القدر أن يلتقيا مجددا، وكانت بريجيت حينها انفصلت عن زوجها، لتبدأ رحلة شبيهة بالأفلام مع ماكرون، وتمضي معه جنبا إلى جنب إلى قصر الإليزيه.