العيون الواسعة والخدود الممتلئة.. أسرار جاذبية الأطفال
كشفت دراسة حديثة نشرها موقع Psy Post عن رؤى مهمة حول كيفية إدراك النساء واستجابتهن لوجوه الأطفال، لا سيما تلك التي تتميز بملامح “الطفل النموذجي” البارزة.
وتطلق هذه الملامح، مثل الخدود الممتلئة، والجبين الكبير، والعينين الواسعتين، تفاعلات عاطفية وحمائية لدى البالغين، ما يعزز من رعاية الأطفال التي تعتبر أساسية لبقائهم.
وتشير الأبحاث إلى أن الاختلافات الفردية في ميول الرعاية وتنظيم الجينات لنظام الأوكسيتوسين تؤثر بشكل كبير على استجابات النساء لنموذج الطفل، إذ يُعد الأوكسيتوسين، المعروف أيضًا بهرمون “الرابطة”، عنصرًا أساسيًا في التفاعلات الاجتماعية وسلوكيات الرعاية.
-
كيفية التحدث بطريقة مثلى مع طفلك: لغة البالغين أم لغة الأطفال؟
-
ما هي أعراض الاكتئاب والقلق عند الأطفال
أكدت هانا سبنسر، طالبة الدكتوراه في معهد التعليم ودراسات الطفل في جامعة ليدن الهولندية، على السياق الأوسع لهذه الأبحاث، قائلةً: “نحن مهتمون بفهم الاختلافات في سلوك الرعاية وما الذي يجعل الأفراد أكثر أو أقل عناية. فحصنا في دراستنا العوامل المتعلقة بالطفل والخصائص الشخصية التي تؤثر على الحساسية لملامح نموذج الطفل”.
وشملت الدراسة 81 امرأة تتراوح أعمارهن بين 22 و24 عامًا، لم يسبق لهن أن أنجبن، وتم اختيار هذه الفئة لاستكشاف سلوكيات الرعاية قبل الأمومة. وخضعت المشاركات لاختبارات لقياس ردود أفعالهن تجاه وجوه الأطفال المعدلة رقميًا، والتي اختلفت في وضوح ملامح نموذج الطفل. وقُيِّمَت جاذبية كل وجه على مقياس من واحد إلى تسعة، إذ عبّرت عن حوافزهن لرعاية الأطفال المعروضين.
ولالتقاط ردود الفعل الواعية وغير الواعية، استخدم الباحثون تقنيات متقدمة، إذ سجلت تقنيات تخطيط العضلات (EMG) تعبيرات الوجه المرتبطة بالردود العاطفية، بينما رصدت تقنيات تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) النشاط الدماغي المرتبط بالانتباه ومعالجة المشاعر.
علاوة على ذلك، تم تحليل عينات اللعاب لتقييم مستويات الميثيلاين المتعلقة بنظام الأوكسيتوسين، إذ يمكن أن يؤثر الميثيلاين على حساسية الأوكسيتوسين، ما يؤثر في الردود العاطفية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن ملامح نموذج الطفل تعزز فعلًا من إدراك الجاذبية، وتثير رغبات أقوى في الرعاية، إذ أظهرت المشاركات استجابات دماغية أكبر وابتسامات أكثر عند رؤية الأطفال ذوي الملامح الجذابة.
ومن اللافت أن النساء اللاتي أبدين ميولًا أعلى للرعاية أظهرن نشاطًا دماغيًا متزايدًا عند استجابتهن لوجوه الأطفال، ما يشير إلى تفاعل عاطفي أكبر.