شمال إسرائيل في مرمى صواريخ حزب الله: خوف وانعدام الثقة
عبّر بعض السكان في شمال إسرائيل عن أملهم في القضاء نهائيا على التهديد الذي تشكله جماعة حزب الله اللبنانية، بينما أبدى آخرون إحساسا بالانهزامية والاستسلام جراء تزايد العنف الناجم عن استمرار الجماعة في استهداف بلدات إسرائيلية وقصف إسرائيل عمق الأراضي اللبنانية.
-
مستقبل غامض لنازحي الجنوب اللبناني وسط تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل
-
لبنان يحيي ذكرى المفقودين وسط توتر متصاعد بين حزب الله وإسرائيل
وقال باراك راز في مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل: “نشعر بأننا أخيرا نتخذ خطوات لاستعادة السلام هنا، وهو ما افتقدناه تقريبا خلال العام الماضي”.
وأوضحت ألبينا شيموداكوف (22 عاما)، والتي تعمل مساعدة مبيعات أنه “أمر مخيف للغاية أن نعيش بهذه الطريقة، لكننا نعيش في إسرائيل. إنها حياتنا”.
وأطلق حزب الله مئات الصواريخ والقذائف على شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة خلال الأيام الماضية، في حين قصفت طائرات إسرائيلية أكثر من 1600 هدف في جنوب لبنان وسهل البقاع.
-
تبادل الضربات بين حزب الله وإسرائيل يشعل التوترات على حدود لبنان: ماذا يحدث؟
-
واشنطن بوست تكشف: كيف يدفع اللبنانيون ثمن التهديدات الإيرانية ومعارك حزب الله وإسرائيل
وجاءت الهجمات الإسرائيلية في أعقاب تزايد التوتر لأسابيع في شمال إسرائيل. الذي شهد على مدى عام تقريبا إطلاقا للنار عبر الحدود بوتيرة ثابتة ومحدودة نسبيا مع هيمنة الحرب الدموية في قطاع غزة على المشهد.
ويقضي راز (32 عاما) وهو مصمم جرافيك من تل أبيب. الخدمة العسكرية الثانية له ضمن جنود الاحتياط في شمال إسرائيل منذ أكتوبر عندما أطلق حزب الله أول دفعة من الصواريخ دعما للهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل.
وقال راز: “آمل في أن تتحسن الأمور قريبا. لا أريد أن أعود في مهمة ثالثة”.
-
اقتراح باريس لإنهاء القتال بين حزب الله وإسرائيل
-
تفاقم الأزمة بين وزير الدفاع وقائد الجيش وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل
وترك عشرات الآلاف من الإسرائيليين منازلهم بسبب إطلاق الصواريخ المستمر منذ أشهر، وهو الوضع الذي يتكرر حاليا في لبنان، مما ترك مساحات شاسعة من المناطق الحدودية دون سكان تقريبا.
ومع تباطؤ وتيرة القتال في غزة، حولت إسرائيل تركيزها صوب حدودها الشمالية إذ يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط سياسية متزايدة من أجل إعادة السكان إلى منازلهم هناك.
وفي نهاريا التي يسكنها في الأوقات العادية نحو 60 ألف نسمة وتقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع لبنان، أُغلقت الشواطئ ودب الهدوء في الطريق الرئيسي هناك بعد أوامر من سلطات الدفاع المدني.
-
التصعيد بين حزب الله وإسرائيل يتسبب في اضطراب الرحلات بمطار بيروت
-
حزب الله وإسرائيل وتكتيكات الحرب العالمية الثانية
أيام صعبة قادمة
لم تشهد إسرائيل مستوى الدمار الذي وقع في لبنان. حيث قُتل الإثنين أكثر من 500 شخص وأصيب أكثر من 1800 في أعنف قصف إسرائيلي منذ عقدين.
لكن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت حذرا من أيام صعبة قادمة وطالبا الإسرائيليين بالتحلي بالهدوء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني “في الأيام القليلة الماضية. أطلق حزب الله مئات الصواريخ صوب إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي. أُطلق أكثر من 700 صاروخ وقذيفة باتجاه إسرائيل، مما تسبب في تضرر عدد كبير من المنازل والبلدات”.
-
واشنطن وإسرائيل تقصفان مواقع للحرس الثوري وحزب الله في سوريا
-
خبراء يجيبون: هل التوترات بين حزب الله وإسرائيل ستقود إلى حرب شاملة؟
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة حتى الآن لكن المستشفيات أعدت خطط طوارئ لعلاج الحالات المصابة بالصدمة. وبدأت أعراض القلق تظهر على عدد كبير من السكان.
وقالت ألونا دازالفيلي (47 عاما) التي تعمل في مجال الرعاية الصحية: “أشعر بالقلق. لدي جندي في الجيش وهو مرهق للغاية وأنا قلقة عليه. جميع الأشخاص الذين أعرفهم وعائلتي في حالة من القلق”.
وتابعت: “الناس خائفون حقا من الوضع الحالي. إنه ليس بالأمر السهل”.
وشاهد سكان في شمال إسرائيل أثر الدخان الناجم عن صد بطاريات الدفاع الجوي للصواريخ القادمة من لبنان الإثنين واستمر دوي صفارات الإنذار حتى الثلاثاء.
ومع انطلاق صفارات الإنذار، ألغت شركات طيران كثيرة رحلاتها الجوية. لكن العمل في الموانئ استمر بصورة طبيعية، ومن بينها ميناء حيفا. إذ تسعى السلطات إلى عدم تأثر الاقتصاد بالاضطرابات الناجمة عن الحرب.
وأُغلقت المدارس أيضا وأصدرت سلطات الدفاع المدني تعليمات للسكان باتباع التحذيرات .والبحث عن ملاجئ عند انطلاق صفارات الإنذار من غارات جوية.