أمريكا

أمريكا تعيد إحياء مطار نووي استراتيجي بالمحيط الهادئ


تعيد الولايات المتحدة تأهيل مدرج طائرات في المحيط الهادئ، استخدمه الجيش الأمريكي لإلقاء القنبلتين النوويتين على اليابان.

ضاع المدرج في غياهب النسيان عقب الحرب العالمية الثانية، لكن التحول الكبير في كيفية تعامل الولايات المتحدة العسكرية مع أي صراع محتمل في آسيا، خاصة مواجهة “تهديد عدو مختلف”، وهو الصين، دفع الجيش الأمريكي لإحياء مهبط الطائرات في جزيرة تينيان الأمريكية الصغيرة.

ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تعتزم الولايات المتحدة نشر طائراتها الحربية بدلاً من الاعتماد على عدد قليل من القواعد الجوية الكبيرة، للحد من تعرضها للترسانة الضخمة من الصواريخ الصينية، وتشمل هذه الجهود تحديث مدارج طيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتطويرها وإعادة تشغيلها لاستخدامها عند الحاجة.

وتطلق القوات الجوية الأمريكية على هذه الاستراتيجية اسم “التوظيف القتالي السريع”، وتشكل إعادة بناء مدرج تينيان جزءاً رئيسياً من هذه الاستراتيجية، وفق الصحيفة.

وخلال الأشهر الأخيرة، شقت فرق من القوات الجوية الأمريكية طريقها عبر الغابات الكثيفة باستخدام المناجل وأجهزة تحديد المواقع جي بي إس، حيث كانت مهمتها كشف حدود مدارج الطائرات القديمة التي يبلغ طولها 2590.8 متر، اعتماداً على صور وخرائط قديمة تعود إلى أربعينيات القرن الماضي.

وعلى مدى عقود لم تكن الولايات المتحدة في حاجة إلى هذا المطار، إذ عززت وجودها في عدد قليل من القواعد الجوية الكبيرة، مثل اليابان وإقليم غوام الأمريكي.

قاذفة أمريكية تهبط في تينيان عقب إسقاط أول قنبلة ذرية فوق هيروشيما

 

ولكن في الوقت الحالي لم يعد بإمكانها الاعتماد على تلك القواعد وحدها، ففي أي صراع يمكن للصين توجيه قوتها النارية الكبيرة نحو تلك القواعد المعروفة لتدمير الطائرات، وتدمير المدارج، وشل القوة الجوية الأمريكية.

ولتجنب هذا السيناريو ستتبع الولايات المتحدة استراتيجية مختلفة خلال الأزمات، وتقوم هذه الاستراتيجية على توزيع الطائرات على مجموعة واسعة من القواعد الجوية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، سواء كانت قواعد كاملة لدى الحلفاء، أم مدارج منعزلة على جزر نائية، أم حتى مدارج المطارات المدنية.

وستتنقل الطائرات بين هذه المواقع المختلفة “لجعل الصين في حيرة” وزيادة فرصها في النجاة.

وأوضح مايكل وينكلر، نائب مدير العمليات الجوية والفضاء السيبراني في القوات الجوية الأمريكية بمنطقة المحيط الهادئ، أن الهدف من ذلك هو “عدم تجميع جميع طائراتنا في هدف واحد كبير وسهل”.

لكن هناك مشكلة تتعلق بالتوزيع، إضافة إلى المرونة، حيث لا تكون الطائرات مرتبطة بقاعدة واحدة محددة، فالحفاظ على إمداد وحدات صغيرة متفرقة، وبعيدة، ذات تجهيزات محدودة، وثمة مشكلة أخرى تتعلق بالمسافة، فكلما ابتعدت الطائرات عن ساحة المعركة الرئيسية كان من الصعب عليها المساهمة في القتال.

وأضاف وينكلر أن نشر الطائرات في مواقع مختلفة يعني أيضا أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الأماكن التي يمكنها استخدامها للهبوط والإقلاع، وإبراز القوة في وقت الأزمات.

وتابع “نحن مهتمون بأي مدارج بشكل أساسي، إذا كان لديك مدرج يزيد طوله على 7 آلاف قدم فسنعتبره قاعدة تشغيل محتملة”.

قاذفة أمريكية تهبط في تينيان عقب إسقاط أول قنبلة ذرية فوق هيروشيما

 

وتضم القائمة عشرات المواقع في مختلف أنحاء هذه المنطقة الشاسعة، حيث توجد بعض هذه المدارج على أراض أمريكية، مثل تينيان، لكن أغلبها ليس كذلك، بما في تلك الموجودة في مواقع حيوية قريبة من تايوان، التي تُعتبر “أخطر بؤرة توتر” محتملة في المنطقة، بحسب وينكلر.

وأشار وينكلر إلى المنشآت العسكرية والمدارج التجارية الموجودة في اليابان والفلبين، التي يُمكن نشر الطائرات فيها. وقال إن جزيرة لوزون الفلبينية وحدها تضم ستة أو سبعة مدارج مناسبة للاستخدام.

ويعني ذلك أن واشنطن سيتعين عليها إجراء “مناقشات صعبة” مع حلفاء وحكومات صديقة، لاستخدام أراضيهما في حال نشوب صراع، وقرر الجيش الأمريكي عدم تأجيل هذه المناقشات “حتى لحظة وقوع الأزمة”، بحسب وينكلر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى