«حزب الله» على حافة الهاوية.. ما القصة؟
ضربات موجعة تلقاها «حزب الله» خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ما أحدث تحولات في التوازنات الإقليمية.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فإن حزب الله خرج من حرب 2006 منهكا لكن الدعم الإيراني مكنه من تحقيق تقدم عسكري وسياسي في السنوات التي تلت تلك الحرب.
-
إيطاليا تتهم حزب الله بالمسؤولية عن الهجوم على قوات اليونيفيل
-
“لا للوساطة الأميركية”.. حزب الله العراقي يعلن موقفه من حرب لبنان
ووفق كولين كلارك، عضو مجموعة “سوفان غروب” للاستشارات الاستخباراتية والأمنية، فإنه مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ أمس الأول الأربعاء، فمن الواضح أن حزب الله يمر بتحول من نوع آخر، موضحا أن الأشهر الأولى من الحرب الحالية بينه وبين إسرائيل شهدت تبادلا للضربات، بينما ظل قطاع غزة هو مركز الثقل في الصراع بالمنطقة.
لكن تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية والاستخباراتية ضد حزب الله منذ بداية يوليو/تموز، عبر مزيج من الضربات الجوية واستهداف قادته، دمرت إسرائيل البنية التحتية العسكرية وقيادة حزب الله العليا. نتيجة لذلك، أصبحت قدرة حزب الله، الذي كان يُعد العضو الأقوى فيما يسمى “محور المقاومة” الذي تقوده طهران، على العمل عبر الحدود مقيدة.
-
واشنطن تتحرك: وفد أمريكي في بيروت لمناقشة هدنة بين إسرائيل وحزب الله
-
حظر حزب الله في سويسرا يصطدم بقانون الاستخبارات
ويرى الكاتب أن ما ستستفر عن الحرب هو نسخة أكثر محلية من حزب الله، تعمل بتأثير إيراني أقل، ما قد يغير ميزان الأمن الإقليمي الذي ظل قائما لعقود في الشرق الأوسط. فقد نجحت إسرائيل في إضعاف كل من حماس وحزب الله خلال العام الماضي – وكذلك إيران، عدوها الرئيسي.
لكن التقرير حذر من أن إيران قد تظل خطيرة، رغم “ضعفها” على حد تعبير الكاتب الذي أضاف أن العديد من المراقبين أعربوا عن مخاوفهم من أن تسارع طهران جهودها لامتلاك قنبلة نووية. والتي يُنظر إليها على نطاق واسع حاليا على أنها الرادع الوحيد الممكن ضد إسرائيل.
-
بين الأنقاض والخسائر: حزب الله يرفع راية النصر
-
الصراع بين حزب الله وإسرائيل: حصيلة بشرية واقتصادية ثقيلة
ويعتقد كلارك أن إسرائيل تقف الآن في واحدة من أفضل المواقف الاستراتيجية التي شهدتها في الذاكرة الحديثة: فقد أضعفت خصومها وتنتظر إدارة ثانية لدونالد ترامب تبدو مستعدة لمواصلة سياسة “الضغط الأقصى” التي ميزت فترة حكمه الأولى تجاه إيران.
ويمضي الكاتب إلى القول إن إيران قد تنصرف، على المدى القريب، إلى تعزيز فروعها الأخرى في شبكة وكلائها في المنطقة. مثل مليشيات الحوثيين في اليمن أو الفصائل الشيعية في العراق، على حد تعبيره.
-
تصعيد غير مسبوق في معاقل حزب الله.. ماذا يحدث في الضاحية؟
-
يد تصافح وأخرى تستعد: استراتيجية حزب الله بين التهدئة والتصعيد
وخلص كلارك إلى أنه خلال هذا العام من الحرب، قال مراقبون مرارًا وتكرارًا إن الشرق الأوسط وصل إلى لحظة محورية. فإسرائيل وحلفاؤها متفائلون بإمكانية استمرار التحولات الأخيرة في ميزان القوى لفترة طويلة. لكن المتابعين لشؤون المنطقة عن كثب يرون هذه الرؤية قصيرة النظر. ويبقى أن ننتظر لنرى ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.