أوروبا

غضب في بروكسل بعد خسارة فرنسا لوجودها العسكري في إفريقيا


 انتقد عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الجبهة الوطنية تييري مارياني، السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد إعلان تشاد عن إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، وتصريحات الرئيس السنغالي التي تشير إلى انسحاب قريب للقوات الفرنسية من بلاده.

ووصف مارياني هذه التطورات بأنها “كارثة” لسياستنا الخارجية، محملًا ماكرون المسؤولية عن انهيار العلاقات الفرنسية-الإفريقية التي دامت لعقود.

وتأتي تصريحات كارياني بعد إعلان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي الخميس الماضي أن فرنسا ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية في السنغال قائلا إن وجودها يتعارض مع سيادة بلاده.

وأضاف فاي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس أجريت في القصر الرئاسي “السنغال دولة مستقلّة. إنّها دولة ذات سيادة، والسيادة لا تتّفق مع وجود قواعد عسكرية أجنبية في دولة ذات سيادة”.

وبينما تحدثت السنغال عن تفكيك الوجود العسكري الفرنسي فيها بصورة ودية وعدم تحويلها إلى قطيعة، أعلنت تشاد في بيان صادر عن وزارة خارجيتها في نفس اليوم الخميس، إنهاء اتفاقها للتعاون الدفاعي مع فرنسا.

وتتطلب هذه الخطوة من القوات الفرنسية مغادرة البلاد، التي تعتبر حليفا رئيسيا للغرب في الحرب ضد المتشددين في المنطقة. وستسمح هذه الخطوة لانجامينا فرض سيادتها بشكل كامل بعد 66 عاما من الاستقلال.

ووفقا لبيان الخارجية التشادية، فإن قرار إنهاء اتفاق التعاون الدفاعي المعدل عام 2019 من شأنه أن يمكنها من إعادة النظر في شراكاتها الاستراتيجية.

وهذه التطورات في السنغال وتشاد من شأنها زيادة مشاكل فرنسا في أفريقيا في الفترة المقبلة، وتقليص النفوذ الفرنسي إن لم يكن إزالتها تماما في المنقطة.

وقال مارياني “لقد انتهت 50 عاماً من الصداقة مع تشاد، ونفس الشيء يحدث مع السنغال. هذه خسارة فادحة لفرنسا، وهي نتيجة مباشرة لسياسات ماكرون“، وأضاف أنه يظهر “ازدراءاً مستمراً” للقادة الأفارقة، كما يتجاهل مصالح بلاده في القارة.

وتابع إن فرنسا فقدت نفوذها في إفريقيا بشكل ملحوظ خلال السنوات السبع الماضية، مشيراً إلى أن “لا شيء من السياسة الفرنسية في إفريقيا بقي كما كان عليه في العهدين السابقين لرؤساء مثل ديغول وبومبيدو وشيراك”، واعتبر أن ماكرون ألحق بفرنسا ضرراً لم يلحقه أي رئيس آخر خلال الـ40 عاماً الماضية.

ورغم هذه الانتقادات، فإن فرنسا أكدت نيتها في مواصلة الحوار العسكري مع تشاد، على الرغم من إنهاء الاتفاقيات الدفاعية بين البلدين.

وتعد السنغال آخر ما تبقى لفرنسا من نفوذ مباشر في منطقة غرب إفريقيا، حيث تحتفظ بوجود عسكري محدود يقدر بنحو 500 عسكريا بين جندي ومدرب ومستشار.

وكانت وزارة الدفاع الفرنسية أعلنت قبل الانتخابات الأخيرة عزمها تقليص عددهم إلى 260 عسكريا بحلول يونيو/حزيران المقبل، غالبيتهم من المستشارين والمدربين.

وبعد فوز فاي برئاسة السنغال، وبيان الخارجية التشادية، يتلقى الوجود الفرنسي في أفريقيا ضربة جديدة وموجعة بعد أن خسرت فرنسا وجودها في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، الدول الثلاث التي طالبت، بعد تولي القيادات الحالية الحكم فيها، فرنسا بسحب قواتها منها، ووصل الأمر أحيانا لقطع العلاقات الدبلوماسية، كما حدث بين النيجر وفرنسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى