مجتمع

“لا تتحدث مع الغرباء”: نصيحة قديمة بروح جديدة لحماية أطفالك


في العالم اليوم، يعيد معظم الآباء تقييم نهجهم في التربية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتفاعلات الاجتماعية، والأمان، والخصوصية، خصوصًا بعد أن أسهمت جائحة كوفيد-19 في تغيير الأعراف الاجتماعية، حيث أصبح الناس أكثر حذرًا وأقل نشاطًا اجتماعيًّا.

وأدى هذا التحول إلى جعل العديد من الآباء يفكرون مرتين في مواقف، مثل: النوم خارج المنزل، ومشاركة المعلومات عن أطفالهم عبر الإنترنت، أو حتى السماح للآخرين بقضاء وقت مع أطفالهم، ليصبح التوازن بين تعزيز السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى الأطفال وضمان سلامتهم مصدر قلق للكثيرين.

وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي وأبرزها “تيك توك” أطفالًا يتمتعون بالانفتاح الاجتماعي، حيث يظهر أحد مقاطع الفيديو طفلًا يحيي الغرباء بثقة في الأماكن العامة، ليحصد ملايين المشاهدات والإعجابات، حيث أشاد العديد من الأشخاص بسلوك الطفل اللطيف.

ومع ذلك، يثير التفاعل أيضًا قلق بعض الآباء، خاصة أولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي. فهو يسلط الضوء على الإحراج الذي يشعر به العديد من الآباء عندما يتفاعل أطفالهم مع الغرباء، خاصة في الأماكن العامة مثل المتاجر.

هل نصيحة “لا تتحدث مع الغرباء” مهمة؟

من هنا قدم الخبراء لموقع “بيرنتس” Parents المهتم بصحة الآباء والأطفال بعض النصائح القيمة حول كيفية التعامل مع هذه المواقف.

تقترح العميلة السابقة في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تريسي والدير نهجًا أكثر تفصيلًا في تعليم الأطفال عن الغرباء، قائلة “بينما تعتبر قاعدة “لا تتحدث مع الغرباء” مهمة، لكن يجب تعليم الأطفال أن ليس جميع الغرباء يشكلون خطرًا. فبعض الغرباء، مثل: المعلمين، أو رجال القانون يمكن الوثوق بهم. الفكرة هي تعليم الأطفال متى يكون من المناسب طلب المساعدة أو التفاعل مع شخص لا يعرفونه مع التأكيد أنهم يجب أن يتعلموا عدم الذهاب مع الغرباء أو قبول أي شيء منهم”.

“الوعي لا التقييد”

وتؤكد رينا باتيل، خبيرة التربية، أهمية الوعي بدلاً من التقييد الصارم. وتقول “يجب على الآباء أن يساعدوا أطفالهم على فهم الفرق بين الشخص الذي يعرفونه ويمكنهم الوثوق به والشخص الذي لا يعرفونه”. 

وتنصح باتيل بتقديم أمثلة حقيقية للأطفال عن السلوكيات الآمنة وغير الآمنة. وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًّا، يجب على الآباء أن يظلوا يقظين ويبحثوا عن أي إشارات تحذيرية في التفاعلات. كما تؤكد باتيل على إذا شعر الطفل بعدم الارتياح مع موقف أو شخص ما، يجب تشجيعه على الابتعاد بدلاً من الشعور بأنه مضطر للاستمرار في الحديث من أجل الأدب.

“حرية الاختيار”

علاوة على ذلك، بينما يعد تعليم الأطفال آداب السلوك أمرًا مهمًّا، من الضروري أيضًا أن يُسمح لهم بحرية الاختيار في التفاعل ومتى لا يتفاعلون. فليس من الضروري أن يستجيب جميع الأطفال على الفور للغرباء، وهذا أمر طبيعي.

كما يجب على الآباء تجنب تصنيف الأطفال على أنهم “خجولون” إذا لم يرغبوا في التفاعل. بدلاً من ذلك، يجب تذكير الأطفال بحقهم في إنهاء أي محادثة إذا كانت تجعلهم غير مرتاحين. ويمكن أيضًا استخدام كلمة سر عائلية كطبقة حماية إضافية في المواقف غير المؤكدة.

في النهاية، يشير الخبراء إلى ضرورة إيجاد الآباء لنوع من التوازن بين تعزيز مهارات أطفالهم الاجتماعية وضمان سلامتهم، إذ يجب أن يتم تشجيعهم على الثقة في غرائزهم، ومعرفة متى يتفاعلون مع الغرباء، والشعور بالثقة في الابتعاد إذا شعروا أن هناك شيئًا “غير مريح”.
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى