يد واحدة لدعم الإخوان والإرهاب وتدمير ليبيا:أردوغان ودبيبة
بعد أيام قليلة من فوزه بمنصب رئاسة الحكومة الليبية القادمة، عقب جولات حوار الملتقى بجنيف السويسرية، ظهرت ميول عبدالحميد دبيبة، الجلية تجاه تركيا، لدرجة تفضيله حليفه البارز الرئيس رجب طيب أردوغان على بلاده ليبيا وتسهيل العمل الإرهابي والإخواني بها.
دبيبة ممثل تركيا الجديد
يعتبر عبدالحميد دبيبة من أبرز رجال الأعمال في مدينة مصراتة، وهو معروف بكونه مقربا من الإخوان، وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث إنه في يناير الماضي كشفت تقارير عن توسيع أردوغان مخططاته للفساد في ليبيا من خلال اللعب على الانقسامات في البلاد، عبر التعاون مع أشخاص مثل دبيبة.
ولتنفيذ ذلك، حصل رجل الأعمال على حوالي 19 مليار دولار من عقود البناء الليبية لشركات تركية، من هيئات الدولة الليبية، التي تسيطر عليها عائلته.
وسبق أن أدرجه مجلس النواب الليبي في لائحة تضم العناصر والكيانات المتهمة بالإرهاب، باعتباره ممولا للكتائب المسلحة الموالية والتابعة لجماعة الإخوان المسلمين، في يونيو 2017.
مكالمة هاتفية فاسدة
وبعد فوز رجل الأعمال الليبي بمنصبه الحكومي، سارع أردوغان لتهنئة حليفه الأبرز، متجاهلا ما قدمه له باشاغا بعد إقصائه في الترشحيات، مؤكدا أن تركيا ستواصل تقديم دعمها إلى ليبيا حتى الاستقرار من خلال الحفاظ على الوحدة السياسية وسيادة الأراضي.
وزعم أردوغان لدبيبة أن بلاده ستسهم في تحقيق السلام والأمن والازدهار لليبيين، مضيفا أن تركيا ستعزز التعاون مع ليبيا في المرحلة المقبلة.
دبيبة يصف تركيا بالصديقة
وسارع رئيس الحكومة المؤقتة الجديدة لرد الجميل لأردوغان، بإجراء مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية في أول حديث له، والذي شهد تملقا كبيرا لأنقرة، حيث وصفها بالدولة الصديقة رغم نشرها للفساد والإرهاب بالبلاد وتمزيقها، وهو ما أثار غضبا ليبيا ضخما تجاهه.
وقال دبيبة: إن مجلس وزرائه يلتزم بتضامن كبير مع تركيا التي وصفها بـ”الصديقة والحليفة والشقيقة”، مضيفا: “لدينا تضامن كبير مع الدولة والشعب التركيين، تركيا حليفة وصديقة وشقيقة وعندها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية. وتركيا تعتبر من الشركاء الحقيقيين لنا”.
وادعى دبيبة أن “تركيا فرضت وضعها ووجودها في العالم وليس في ليبيا فقط، وهي الدولة الوحيدة التي استطاع الليبيون الذهاب إليها بحرية خلال فترة الحرب، فهي فتحت مطاراتها ولم تغلق سفارتها في طرابلس، وأعتقد أن حرية التنقل سوف تنعكس على التعاون بين الشعبين في مجال الاقتصاد. ونأمل أن ننمي هذا التعاون ونرفع حجم التبادل التجاري إلى أعلى المستويات”.
شرط وحيد لسحب القوات
وقبل ساعات، أعلن الرئيس التركي، خلال كلمته في ملتقى خاص بالمشاريع الفضائية التركية بالعاصمة، عن شرط سحب قوات بلاده من ليبيا، وهو أن تنسحب جميع القوات الأجنبية الأخرى سيتم بحث قرار سحب قواته.
استمرار التواجد العسكري التركي
واتفقت تصريحات أردوغان مع حديث مستشاره، ياسين أقطاي، الذي قال فيه: إن “الحكومة الليبية الجديدة، برئاسة عبدالحميد دبيبة، تدعم الدور التركي في بلادها”، لذلك فإن “الاتفاقيات مع حكومة الوفاق لن تتأثر بانتخاب الحكومة المؤقتة”.
وزعم أقطاي، في حديث مع وكالة “سبوتنيك”، أن “تركيا تتواجد في ليبيا بدعوة من الشعب الليبي وحكومة الوفاق، وأن الحكومة الجديدة لا تعارض هذه الاتفاقيات ولا الوجود التركي في البلاد، بل على العكس تدعم الدور التركي هناك”.
واستكمل أكاذيبه بقوله: إن “الشعب الليبي يتبنى رؤيتنا في ليبيا وهذه الرؤية هي الوحدة السياسية للبلاد وإدارتها من قبل الليبيين، وحاليا تم اتخاذ خطوة واثقة وقوية بهذا الاتجاه، وبهذا المعنى نحن ندعم العملية”.
وأشار أقطاي إلى أن “الاتفاقيات التي أبرمتها تركيا مع حكومة الوفاق الليبية هي اتفاقيات دولية، ولن تتأثر بمواقف الحكومات الأخرى”، مؤكدا أنه “على الأطراف الليبية احترام بعضهم البعض، وعدم السماح لأي أحد ليدخل بينهم، كما عليهم عدم إعطاء فرصة للانقلابيين بهدف إنجاح العملية السياسية واستمرارها”.
مطالبات ليبية بوقف الاتفاقيات التركية
أثار تصريح أقطاي الأزمة الضخمة التي شهدتها ليبيا العام الماضي بسبب تلك الاتفاقيات التي تخالف القانون الدولي والمحلي، لذلك سرعان ما دعت القبائل الليبية لوقفها.
وطالب نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية، الشيخ السنوسي الحليق، بضرورة إعادة النظر في أي اتفاقيات تم إبرامها بين رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، مع الجانب التركي، وتأجيلها إلى أجل غير مسمى.
وشدد الحليق على أن تلك الاتفاقيات تعد صفقات مشبوهة، حيث لا يملك السراج إعطاء حقوق ومقدرات الأجيال الليبية القادمة إلى تركيا، وهو ما يجب أن يقرره الليبيون في إطار دستوري وقانوني.
دور تركيا الإرهابي في ليبيا
تلعب تركيا دورا ضخما ومعروفا في ليبيا لدعم الإرهاب والحروب الأهلية، لذلك تتولى مهمات عدة على رأسها نقل المرتزقة ودعم الميليشيات، بجانب تسهيل دخول داعش لليبيا وبداية دخول أفراد تابعين لحزب الله.
وأكدت عدة تقارير منها البنتاغون الأميركي ضخ تركيا للآلاف من السوريين لليبيا، ذوي السوابق الإجرامية دون الخبرات القتالية والحدّ الأدنى من المعرفة العسكرية، إلى داخل الأراضي الليبية، لدعم حكومة الوفاق في طرابلس.
كما تضطلع تركيا بدور إرهابي ضخم في ليبيا بهدف الاستيلاء على مواردها والطاقة بها لتستمر في كونها موطئ قدم كبير لها بإفريقيا، لذلك اضطلعت بدعم الميليشيات وتمكين أفراد داعش وحزب الله منها.