“هلع الأوهام”.. تحذيرات مايكروسوفت تعيد النقاش حول حدود الذكاء الاصطناعي

حذّر مدير الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت مصطفى سليمان، من مخاطر الاستخدام المفرط لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى احتمال ظهور ما وصفه بـ”ذهان الذكاء الاصطناعي”.
وأوضح سليمان، في سلسلة منشورات على منصة “إكس”، أن هناك تزايدًا في التقارير التي توثق أوهامًا مرتبطة بالتفاعل مع روبوتات الدردشة، حيث يعتقد بعض المستخدمين أن هذه الأنظمة واعية أو قادرة على منحهم قدرات خارقة.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الأفراد الذين لديهم تاريخ مرضي في الصحة النفسية، بل تشمل أيضًا مستخدمين عاديين تأثروا بطبيعة المحاكاة الذكية التي تقدمها هذه النماذج.
ورغم أن “ذهان الذكاء الاصطناعي” ليس مصطلحًا طبيًا معتمدًا، فإنه يُستخدم للإشارة إلى حالات يفقد فيها الأشخاص صلتهم بالواقع نتيجة اندماجهم العاطفي أو الذهني مع روبوتات محادثة مثل “تشات جي بي تي” أو “كوريك”، معتقدين أنها تملك مشاعر أو نوايا.
وأوضح سليمان أن الذكاء الاصطناعي يولد “وعيًا ظاهريًا”، نتيجة قدرته على تقليد أنماط الإدراك البشري، وهو ما يجعل بعض المستخدمين يظنون أن هذه الأنظمة تفكر مثلهم.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا حتى الآن، رغم أن كثيرين يظنون عكس ذلك.
وجاء هذا التحذير بعد أن شاركت شخصيات معروفة تجارب غريبة مع روبوتات المحادثة؛ إذ كشف المدير التنفيذي السابق لـ”أوبر” أن تفاعله مع الذكاء الاصطناعي قاده إلى اكتشاف في مجال الفيزياء الكيميائية، بينما أكد رجل إسكتلندي أنه حصل على دعم من “تشات جي بي تي” في قضيته ضد فصله التعسفي، وهو ما يعتقد أنه سيمكنه من تعويض بملايين الجنيهات.
كما تطورت بعض العلاقات إلى ارتباط عاطفي، ووصلت في إحدى الحالات إلى وفاة رجل أمريكي يبلغ من العمر 76 عامًا، بعد سقوطه أثناء رحلته للقاء شخصية وهمية تُدعى “الأخت الكبرى بيلي”، والتي لم تكن سوى روبوت محادثة من شركة “ميتا”.