صحة

لماذا يتغير مذاق الطعام بعد تناول الأناناس؟


مرّ الكثيرون بتجربة الإحساس بالحرقة أو الوخز بعد تناول الأناناس الطازج. فقد تختار ثمرة ناضجة بعناية، وتقشرها وتقطعها، ثم تشعر بعد أول لقمة بتهيج في اللسان. ووفقًا لشركة “دول”، وهي من أقدم شركات إنتاج الأناناس، فإن هذا التفاعل شائع وطبيعي تمامًا، وله تفسير علمي واضح.

ويعود السبب الرئيس لهذا الإحساس إلى إنزيم يُعرف باسم “البروميلين”، وهو موجود طبيعيًا في الأناناس. وتتمثل وظيفة هذا الإنزيم في تكسير البروتينات، ولهذا السبب يُستخدم الأناناس كثيرًا في تتبيل اللحوم للمساعدة على تطرية أنسجتها. وعند تناول الأناناس الطازج، لا يميّز البروميلين بين بروتينات الطعام وبروتينات الفم، فيبدأ بتكسير البروتينات الموجودة على سطح اللسان وسقف الفم، ما يؤدي إلى الشعور بالحرقة أو الوخز. وبعبارة بسيطة، يقوم الأناناس “بهضم” خفيف للفم.

ورغم أن هذا الأمر قد يبدو مقلقًا، فإن البروميلين ليس ضارًا عند تناوله بكميات معتدلة، ولا يسبب أذى دائمًا. بل على العكس، يتمتع هذا الإنزيم بفوائد صحية عديدة. فقد استخدم السكان الأصليون في أميركا الوسطى والجنوبية الأناناس لأغراض علاجية منذ قرون، قبل أن يكتشف العلماء وجود البروميلين في ساق الثمرة ولبّها الصلب. واليوم يُستخلص هذا الإنزيم ويُستخدم للمساعدة في تقليل الالتهابات والتورم، وتحسين عملية الهضم، وتسريع شفاء الجروح والكدمات، وهي فوائد تعترف بها مؤسسات طبية وبحثية متخصصة.

ولمحبي الأناناس الذين يرغبون في الاستمتاع بمذاقه دون الإحساس بالحرقة، توجد بعض الحيل البسيطة. إذ يتركز معظم البروميلين في قلب الثمرة، لذا فإن إزالة هذا الجزء جيدًا تقلل بشكل ملحوظ من التهيج. كما يُنصح أحيانًا بفرك قطع الأناناس بالملح، ما يساعد على تنشيط الإنزيم مبكرًا وتقليل تأثيره عند تناوله.

كما أن طهي الأناناس يُعد حلًا فعالًا، لأن الحرارة تعطل نشاط البروميلين بالكامل. ولهذا السبب لا يسبب الأناناس المعلّب أو المشوي الشعور نفسه الذي يحدث مع الأناناس الطازج.

في النهاية، فإن التأثير المفاجئ للأناناس على براعم التذوق هو نتيجة طبيعية لتركيبه الكيميائي. ومع بعض الطرق البسيطة في التحضير، يمكن الاستمتاع بمذاقه الحلو وفوائده الصحية دون إزعاج أو حرقة في الفم.
 

زر الذهاب إلى الأعلى