المغرب العربي

 قصة أول طبيبة في تونس


احتفل محركات البحث الشهير “جوجل“، السبت، بذكرى الطبيبة التونسية الراحلة توحيدة بنت الشيخ، أول طبيبة مسلمة في تونس والمغرب العربي.

 قصة أول طبيبة في تونس

ولدت الراحلة توحيدة بنت الشيخ في 2 يناير عام 1909 شمالي تونس، وتوفيت في 6 ديسمبر 2010.

ويرجع سبب هذا الاحتفال إلى تزامن تاريخ اليوم السبت، مع ذكرى طرح البنك المركزي التونسي للتداول، في 27 مارس 2020، ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير، واختيرت الدكتورة توحيدة بنت الشيخ شخصية رئيسية لتلك الورقة النقدية.

وهذه أول مرة في العالم تظهر فيها طبيبة على ورقة نقدية.

“جوجل” يحتفي بأول طبيبة

وكتب جوجل أنه يحتفل اليوم بالطبيبة ومحرر المجلة والناشطة الاجتماعية توحيدة بنت الشيخ، التي تعتبر أول طبيبة في تونس والمغرب العربي كله.

وأضاف أن بنت الشيخ رائدة نسوية داخل المجال الطبي وخارجه، إذ ساهمت في حصول النساء على رعاية صحية أفضل.

وحظيت الراحلة بدعم من والدتها حتى أصبحت في عام 1928، أول فتاة تحصل على شهادة الثانوية العامة.

ولم تتوقف توحيدة عند هذا الحد، إذ حصلت على الدكتوراه في الطب سنة 1936 في فرنسا قبل أن تعود إلى وطنها وتسهم في معركة مكافحة الأمراض التي استشرت حينها في أوساط شعب كان يرزح تحت الاستعمار وتقع أغلب شرائحه تحت مستوى الفقر.

ونجحت، من خلال عملها طيلة 4 عقود كطبيبة ثم مسؤولة في المستشفيات، في تحسين الوضع الصحي للمرأة التونسية في جميع الأوساط خاصة الفقيرة، ووضع سياسة تنظيم العائلة التونسية، ما أسهم إلى حد كبير في تراجع مهم لنسب وفيات النساء والأطفال عند الولادة في ستينيات القرن الماضي.

وتقول توحيدة بنت الشيخ، في شهادة تضمنها كتاب “نساء وذاكرة: تونسيات في الحياة العامة 1920-1960″، إنها ولدت في عائلة ميسورة الحال من كبار ملاك الأراضي الفلاحية في قرية رأس الجبل التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس، وتوفي والدها بعد أشهر قليلة من مولدها، فنشأت مع أخويها في كنف أمها حلومة بن عمار المنحدرة من عائلة عريقة، وهي شقيقة رئيس الحكومة التونسية في الخمسينيات من القرن الماضي الطاهر بن عمار.

وقد حرصت هذه الأم على تعليم ابنتها مثلها مثل شقيقيها في وقت كانت الأمية منتشرة في أغلب فئات المجتمع التونسي، وخاصة لدى العنصر النسائي، بسبب رفض الأسر التونسية إرسال بناتهم على المدارس أو دفعهن إلى الانقطاع عن التعليم خلال المرحلة الابتدائية.

وحصلت التلميذة توحيدة على الشهادة الابتدائية عام 1922، ثم واصلت دراستها الثانوية في معهد “أرمان فاليار” بتونس العاصمة، حيث نالت البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1928.

والتحقت بكلية الطب في باريس بفضل الطبيب والباحث الفرنسي في معهد باستور للبحوث الطبية بتونس إيتيان بورني، الذي تعرفت إليه عن طريق زوجته.

ولم يكن من السهل إقناع عائلتها الموسعة بالسفر إلى فرنسا لولا وقوف أمها إلى جانبها التي تكفلت فيما بعد بمصاريف دراستها ومعيشتها في الغربة.

وفي عام 1936، حازت توحيدة بنت الشيخ شهادتها في الطّب لتكون أول تونسية وأول طبيبة عربية مسلمة تحصل على الدكتوراه في الطب، إذ سبقها في نيل هذه الشهادة طبيبتان مسيحيتان عربيتان هما السورية لوريس ماهر والمصرية هيلانة سيداروس، اللتان حصلتا على الشهادة في عام 1930، الأولى ضمن الدفعة الأولى من المعهد الطبي بدمشق، والثانية من إنجلترا.

وعادت إلى تونس بعد نيل شهادتها لتفتح عيادتها الخاصة وتشتغل في البداية في الطب العام، لكنها سرعان ما تخصصت في طب النساء والتوليد.

وتوفيت توحيدة بنت الشيخ في السادس من ديسمبر 2010، بعد أن فتحت أمام المرأة التونسية والعربية طريقاً جديداً في مجال علمي صعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى