إسرائيل تتمسك بعزل حماس من حكم غزة
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن إسرائيل لن تقبل استمرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حكم قطاع غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وإن تل أبيب تبحث في أمر بدائل للحركة.
وجاءت تصريحات غالانت بينما أعلنت الولايات المتحدة أنها تتوقع من إسرائيل أن تقبل بمقترح الهدنة الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن إذا قبلت به حركة حماس.
وترفض الحركة الفلسطينية استبعادها من أي تسوية سياسية في قطاع غزة أو مغادرته، معتبرة أن ذلك من قبيل الأوهام.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي في بيان “بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة جهة حاكمة بديلة لحماس“، مضيفا “سنعزل مناطق في قطاع غزة وسنبعد عناصر حماس من تلك المناطق وننشر قوات ستمكن من تشكيل حكومة بديلة، بديل يهدد حماس“. ولم يقدم المزيد من التفاصيل حول هذه الخطة ولا تفاصيل عن البدائل المحتملة.
وتدير حركة حماس قطاع غزة منذ 2007 بعد عام من فوزها بانتخابات برلمانية وإثر حرب أهلية لم تدم طويلا مع قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي الذي يضم غالانت في عضويته اجتماعا في وقت لاحق الأحد وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية. وسيعقد الاجتماع بعد أن قدم الرئيس الأميركي اتفاقا إطاريا لإنهاء الحرب في غزة رحبت به حركة حماس مبدئيا، لكنها لم تصرح بما يدل على أنها قد تتنحى أو تتخلى عن السلاح طوعا.
وقال غالانت في بيان من مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي إن عملية الجيش مع إيجاد بدائل حكم محتملة ستسمح بإزاحة حماس عن السلطة وبإعادة الرهائن، مضيفا “لن نقبل حكم حماس في غزة في أي مرحلة من أي عملية تهدف إلى إنهاء الحرب”.
ولاحقا قالت الولايات المتحدة الأحد إنه إذا قبلت حماس بخطة الهدنة متعددة المراحل في غزة، فإنها تتوقع أن تحذو إسرائيل حذوها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لمحطة “إيه بي سي” الإخبارية “هذا مقترح إسرائيلي. لدينا كل التوقعات أنه إذا وافقت حماس على المقترح، كما نقل إليها، وهو مقترح إسرائيلي، فإن إسرائيل ستقول نعم”.
وأضاف في البرنامج الحواري “هذا الأسبوع” إن الاتفاق الإطار تم نقله إلى حماس مساء الخميس بتوقيت واشنطن، موضحا “نحن ننتظر ردا رسميا من حماس“.
من جهتها، أعلنت الحركة الفلسطينية في رد فعلها الأولي أنها “تنظر بإيجابية” إلى الخطة المقترحة المؤلفة من ثلاث مراحل.
وقال بايدن عند إعلانه المقترح الجمعة إنه يبدأ بمرحلة مدتها ستة أسابيع ستشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وتبادل أولي للرهائن والمعتقلين.
ثم سيجري تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل وقف دائم لإطلاق النار، مع تواصل الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة، معتبرا أن “الوقت قد حان لانتهاء هذه الحرب”.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السياسي المخضرم المتشدد الذي يقود حكومة ائتلافية يمينية هشة، لضغوط شديدة في الداخل، وقد أبدى تحفظات عن المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي.
وأصر نتانياهو على أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تقضي على حماس وتحرر الرهائن، مشددا على أنه وفقا “للمخطط الدقيق الذي اقترحته إسرائيل” فإن الانتقال من مرحلة إلى أخرى كان “مشروطا” ومصمما للسماح للتل أبيب بالحفاظ على أهداف حربها.
ولفت كيربي إلى أن حماس رحبت بالمقترح، مضيفا “ما نأمل أن يحدث هو أن توافق الحركة على بدء المرحلة الأولى في أقرب وقت ممكن، والمرحلة الأولى ستسمح بخروج بعض الرهائن المسنين والمرضى والنساء على مدى ستة أسابيع”.
وتابع “لا قتال، مزيد من المساعدات الإنسانية، وبينما يحدث كل ذلك، سيجلس الجانبان ويحاولان التفاوض حول شكل المرحلة الثانية ومتى يمكن أن تبدأ”.
وتأتي هذه التطورات بينما استهدفت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مناطق عدّة في قطاع غزة الأحد، بما في ذلك مدينة رفح، غداة دعوة الوسطاء الدوليين إسرائيل وحركة حماس إلى “إبرام” اتفاق على وقف إطلاق النار، بعد ثمانية أشهر على اندلاع الحرب.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد مقتل 60 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 36439، غالبيتهم من المدنيين. منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إثر هجوم شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية.
وعلى رغم المناشدات الدولية، بدأ الجيش الإسرائيلي في مايو/ايار شنّ هجوم بري في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع .والتي كانت قد أصبحت الملجأ الأخير لمئات الآلاف من النازحين في ظل المعارك والدمار في مختلف أنحاء غزة.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد إنه “بسبب العمليات الإسرائيلية، اضطرت آلاف العائلات للفرار. جميع ملاجئ الأونروا الـ 36 في رفح أصبحت فارغة الآن”.
وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة الأحد “تصلنا إشارات يومية ومستمرة من رفح ولكن الاستجابة للإصابات والشهداء صعبة جدا. فالوصول صعب للغاية نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي بالإضافة لاستهداف الطواقم”.
ميدانيا، استهدفت مروحيات أباتشي وسط رفح. بينما طال القصف جنوب وغرب المدينة التي باتت محورا للحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية.
وأفاد شهود الأحد فر برصد آليات عسكرية إسرائيلية في غرب رفح ووسطها. وسماع دوي انفجارات وأصوات معارك واشتباكات مع تحليق لطائرات مختلفة من سلاح الجو الإسرائيلي.
كما استهدفت غارات جوية مدينة غزة شمالاً حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين. بينهم امرأة وطفل، في قصف دمّر منزلاً في حيّ الدرج، وفق مسعفين.
وفي الوسط، استُهدفت مدينة دير البلح ومخيّما البريج والنصيرات بضربات إسرائيلية، وفقاً لشهود.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ ما وصفها بأنها عمليات “محدّدة الأهداف” في رفح ووسط غزة، وأنّه استهدف “30 هدفا إرهابيا، بينها مخزن أسلحة وخلايا مسلّحة”.
وتؤكد الأمم المتحدة أنّه لم يعد هناك مكان آمن في القطاع .الذي نزحت غالبية سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وممّا يزيد من مستوى الكارثة الإنسانية، إغلاق معبر رفح منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في السابع من مايو/ايار. وكان المعبر منفذا أساسياً لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
واستضافت مصر اجتماعا الأحد مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في إعادة فتح المعبر. مجددة “تمسّكها بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني. لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى”. وفق ما أوردت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من الاستخبارات المصرية، نقلا عن مصدر رفيع المستوى.
وبحسب السلطات الإسرائيلية. دخلت هذا الأسبوع 764 شاحنة محمّلة بمواد إغاثية من مصر إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم الحدودي بين القطاع وإسرائيل التي تطبق نظام تفتيش صارم عليها. فيما تشكو المنظمات الإنسانية والدولية من أن المساعدات لا تكفي حاجات السكان.