إيران

اغتيال هنية في إيران.. «خرق أمني» أم خيانة من إيران


يتساءل كثيرون كيف تم اغتيال حليف كبير لإيران مثل إسماعيل هنية على أراضيها؟ وما هو مصير الشخصيات البارزة التي التقى بها؟ وهل إيران مخترقة أمنيا؟

وكيف يمكن أن تحدد استجابة كل من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، مسار الصراع وما إذا كان سيُغرق المنطقة في حرب على جبهات متعددة؟

بالنسبة لإيران، التي تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، فجر اليوم الأربعاء، تعقد اجتماعا طارئا للمجلس الأعلى للأمن القومي في مقر إقامة المرشد الأعلى،جاء في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين، أن القائد العام لقوة القدس الذي يشرف على شبكة المليشيات المسلحة موجود أيضا في الاجتماع.

وألقى التلفزيون الحكومي الإيراني باللوم على إسرائيل في مقتل إسماعيل هنية وقال إن العملية ستؤخر وقف إطلاق النار في غزة لعدة أشهر.

ويقول مراقبون إن التصريحات على التلفزيون الحكومي الإيراني لها وزن لأنها تعكس وجهة نظر المرشد الأعلى علي خامنئي والحكومة. 

ولم تعلق تل أبيب بشكل مباشر على عملية الاغتيال. لكن الجيش الإسرائيلي أصدر بيانا قال فيه “لا توجد تغييرات في المبادئ التوجيهية الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية”، لافتا إلى أنه يجري “تقييمًا للوضع”.

خرق أمني

ويرى مراقبون أن اغتيال هنية، يمثل إشارة جديدة لاختراق منظومة الأمن الإيرانية.

وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، يتولى منصبه في مواجهة خرق أمني كبير يتمثل في الفشل في حماية حليف.

ويثير ذلك تساؤلات حول سلامة كبار القادة الإيرانيين الذين كانوا على اتصال وثيق  بهنية الذي التقى المرشد الأعلى علي خامنئي، الثلاثاء.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الصورة الأخيرة لإسماعيل هنية في طهران، أمس الثلاثاء، أظهرت زيارته لمعرض منتزه ترفيهي لمعالم “محور المقاومة”، وهو مع زعيم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة، وأشخاص آخرين.

ويشير مراقبون وتقارير إعلامية غربية إلى أن الاستخبارات الإيرانية تعرضت في العقدين الأخيرين، لهزات ضخمة كشفت ثغرات واسعة في أدائها داخل وخارج البلاد، مرتبطة بملفات تخص إيران وحدها أو وكلاءها وحلفاءها في الخارج.

وأسفرت هذه الثغرات عن سلسلة اغتيالات ومحاولات اغتيال طالت قيادات في الحرس الثوري الإيراني، وعلماء في الطاقة النووية، وسرقة معلومات حساسة عن المشروع النووي من قلب إيران، وكذلك خارج أراضيها.

وأصبح هنية زعيم حماس في غزة في عام 2006. وانتقل إلى قطر في عام 2017 عندما تم تعيينه رئيسا سياسيا للحركة.

وفي غزة، خلفه يحيى السنوار، الذي يُعتبر مهندس هجمات 7 أكتوبر /تشرين الأول على إسرائيل، والتي قُتل فيها حوالي 1200 شخص واختُطف حوالي 240 رهينة.

في أبريل/نيسان الماضي، قُتل ثلاثة من أبناء هنية في غارة إسرائيلية في مدينة غزة.

رد أمريكي

عندما سُئل عن تورط إسرائيل في اغتيال زعيم حماس وما إذا كانت الولايات المتحدة قد علمت مسبقًا بذلك، أجاب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “ليس لدي أي شيء لك بشأن هذا الأمر”.

وقال أوستن على متن سفينة تابعة للبحرية في الفلبين، إن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت للهجوم.

وأضاف وفقا لمقطع فيديو لتصريحاته للصحفيين: “لا نريد أن نرى أيا من ذلك يحدث. سنعمل بجد للتأكد من أننا نفعل ذلك”.

قبل مقتل هنية، كانت أخبار الهجوم الإسرائيلي على بيروت يوم الثلاثاء تهيمن على عناوين الأخبار، حيث تحدثت تل أبيب عن استهداف الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر الملقب بـ”الحاج محسن” والذي قالت إنه مسؤول عن هجوم مجدل شمس.

وبعد ساعات من الصمت، أكد حزب الله صباح اليوم الأربعاء، أن فؤاد شكر، أحد كبار القادة، كان في المبنى الذي استهدفته القوات الإسرائيلية في بيروت.

ومع ذلك، لم يؤكد حزب الله وفاته. وبدلا من ذلك، قال إن فرق الإنقاذ كانت تعمل “بجد ولكن ببطء” لرفع الأنقاض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى