البلوغ عند الأطفال: نصائح مهمة لتسهيل الحوار مع طفلك

في وقتٍ يحصل فيه الأطفال على المعلومات في سنٍّ مبكرة أكثر من أي وقت مضى، غالبًا من خلال الأصدقاء أو وسائل الإعلام أو الإنترنت. يحثّ الخبراء الآباء على المبادرة في توجيه أبنائهم خلال مرحلة البلوغ.
وبحسب تقرير نشره موقع “تايمز أوف إنديا”، يؤكد المختصون في الصحة النفسية أن هذه المرحلة لا ينبغي أن تُختزل في “حديث محرج واحد”. بل يجب أن تبدأ المناقشات مبكرًا وتتطور تدريجيًا مع مرور الوقت.
-
هل تضع روتينا يوميا لطفلك؟ إليك لماذا يجب أن تبدأ اليوم
-
5 دقائق فقط من الإعلانات كافية لتغيير سلوك طفلك الغذائي!
وتُشير استراتيجيات التربية المستندة إلى أبحاث علمية إلى أن البدء في الحديث عن البلوغ يساعد الأطفال على الاستعداد لهذه المرحلة، وتقليل القلق المرتبط بها.
وخلصت دراسة نُشرت في عام 2022 إلى أن التواصل المبكر .والمنفتح بين الآباء والأبناء يعزز الثقة بالجسد والاستعداد النفسي للتغيرات.
وذكرت الدراسة: “البلوغ ليس محادثة تُجرى مرة واحدة، بل هو عملية يجب تقديمها تدريجيًا. والعودة إليها باستمرار”، مضيفة أن “الشعور بالراحة في طرح الأسئلة يساهم في تشكيل مفاهيم صحية حول الجسد والعلاقات والحدود الشخصية”.
-
إذا سقط طفلك.. إجراءات فورية يجب اتخاذها لإنقاذ الموقف
-
طفلك يرفضك فجأة؟.. إليكِ الأسباب النفسية والعاطفية وراء ذلك
ما الذي ينبغي أن يعرفه الوالدان؟
في سن الثامنة تقريبًا، قد يبدأ بعض الأطفال، وخاصة الفتيات، في إظهار علامات مبكرة على البلوغ، مثل رائحة العرق، ونمو الشعر، وتقلبات المزاج.
ويوصي الخبراء باستغلال هذا التوقيت لشرح الأساسيات بلغة واضحة ومناسبة للعمر؛ويُنصح الآباء بشرح ما هو البلوغ، ولماذا يحدث. وما التغيرات المتوقعة، مع استخدام المصطلحات التشريحية الصحيحة لتعزيز الفهم والراحة.
وفي سن ما بين 11 و13 عامًا، يمكن توسيع النقاش ليشمل موضوعات مثل الدورة الشهرية، والتغيرات الهرمونية، وحب الشباب، وتغير الصوت. والصحة النفسية، وضغوط الأقران، وغيرها من الجوانب الاجتماعية المرتبطة بمرحلة المراهقة.
حوار طبيعي ومتواصل
يؤكد المتخصصون في الصحة النفسية أن أسلوب الحديث وسياقه لا يقلان أهمية عن مضمونه. فالتعامل مع الموضوع باعتباره جزءًا طبيعيًا ومستمرًا من الحياة. بدلًا من اعتباره من المحظورات، يساعد الأطفال على الشعور بالدعم بدلًا من الخجل.
ويمكن للمواقف اليومية أن تكون مدخلًا طبيعيًا لطرح موضوعات مرتبطة بالبلوغ، مثل التسوق لمنتجات النظافة الشخصية أو التعليق على مشهد في فيلم.
ويُنصح الآباء أيضًا باعتماد سياسة “الباب المفتوح”، وتشجيع الأطفال على طرح الأسئلة دون خوف من الحكم أو التوبيخ؛ وفي حال عدم معرفة الإجابة. يمكن البحث عنها سويًا، مما يعزز الثقة والفضول الصحي.
أدوات داعمة للنقاش
لا يتعين على الآباء خوض هذه المحادثات وحدهم. فهناك مجموعة واسعة من الموارد المناسبة للعمر، من كتب مصورة وكوميكس إلى تطبيقات تفاعلية، يمكن أن تساعد في بدء الحوار وتعزيزه.
وتوفر منصات صحية موثوقة، مثل منظمة الصحة العالمية. مقاطع فيديو تعليمية قصيرة تشرح التغيرات الجسدية بلغة مبسطة وسهلة.
كما تزداد شعبية الأدوات الرقمية التفاعلية التي طوّرها أخصائيون نفسيون للأطفال في عام 2025. وتوفر هذه التطبيقات دروسًا منظمة وجذابة حول التشريح والمشاعر والعلاقات. مما يجعلها مفيدة بشكل خاص للمتعلمين البصريين.
-
نصائح هامة لفتح شهية طفلك في مراحل عمرية متتالية
-
كيفية التحدث بطريقة مثلى مع طفلك: لغة البالغين أم لغة الأطفال؟
تعليم شامل لكلا الجنسين
يشدد الخبراء على أهمية تعليم جميع الأطفال، بغض النظر عن الجنس. حول التغيرات التي يمر بها أقرانهم. فهذه المقاربة الشاملة تعزز التعاطف، وتقلل من التنمر، وتصحح المفاهيم الخاطئة.
وقالت أخصائية في تنمية الطفل: “عندما يفهم الأطفال ما يمر به الآخرون، فإنهم يكونون أكثر تعاطفًا وأقل ميلًا للسخرية أو الإحراج من زملائهم”. مضيفة أن “ذلك يعد جزءًا أساسيًا من بناء علاقات محترمة في المستقبل”.
لماذا الحوار مهم؟
يؤسس الحديث الصريح والمبني على المعرفة حول البلوغ لأساس متين في نمو الطفل الجسدي والعاطفي؛ فهو يعزز صورة الجسم الإيجابية، والمرونة النفسية. وفهم العلاقات الصحية، ومفاهيم الموافقة والحدود.
والأهم من ذلك، أنه يُمكّن الأطفال من التمييز بين السلوك المناسب وغير المناسب، والقدرة على طلب المساعدة عند الحاجة.
وفي ظل تنامي تأثير الوسائط الرقمية، وزيادة الضغوط الاجتماعية في عام 2025. يرى الخبراء أن دور الآباء كمرشدين موثوقين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ومع التوقيت المناسب، واللغة الصحيحة، والأدوات المساندة. يمكن للأسر تحويل موضوع البلوغ من مصدر ارتباك إلى مساحة للتفاهم والثقة.