مجتمع

التلفاز: مخاطر تربية الأطفال بالاعتماد عليه


تتعامل كثير من الأمهات مع التلفاز باعتباره “حليفا” مأمون الجانب، تستطيع أن تسند إليه مهمة إلهاء الأطفال وجذب انتباههم لساعات طويلة، حين تكون مشغولة أو مصابة بالصداع، وتريد أن تريح نفسها من عناء متابعة تفاصيل مشاكلهم اليومية التي لا تنتهي. 

وتزيد حدة الأزمة حين تكون الأم عاملة، وتقضي نصف يومها خارج المنزل، فتعتبر أن الشاشة الذكية الملونة بما تحتويه من برامج ومسلسلات هي الحل، مكتفية بالاطمئنان على الأبناء عبر الهاتف بين الحين والآخر. 

وكشفت دراسة أوروبية تداعيات هذا السلوك على الأطفال، حيث تبين أن التحديق المستمر في شاشة التلفاز ينتج رجالا ونساء في المستقبل أكثر عرضة لأنواع مختلفة مع الإدمان.

وتبين أن الأطفال الذي قضوا أكثر من ساعتين في مشاهدة التلفزيون أسبوعيا وهم في المرحلة من 5 إلى 15 عامًا كانوا أكثر عرضة 29% لإدمان القمار وهم في مرحلة البلوغ، مقارنة بنظرائهم الذين تعرضوا لساعات أقل أمام الشاشة.

وينطبق الأمر نفسه على إدمان الكحوليات والمخدرات، فما بالنا بالطفل العربي الذي يقضي أحيانا من 4 إلى 8 ساعات أمام الشاشة يوميا؟ 

خبراء علم نفس ومستشارو العلاقات الأسرية يحذرون من تلك الظاهرة، مؤكدين أن لها نتائج “كارثية” على المدى البعيد منها وقف نمو مخيلة الطفل؛ لأنه يشاهد كل شيء في صورة بصرية، فضلا عن تعطيل قدرته على التفاعل الاجتماعي وتأخر نموه البدني؛ بسبب جلوسه ساعات طويلة دون حركة. 

“تأخر اللهجة”

وتوضح الدكتورة غادة السمان، أخصائية في الطب النفسي الإكلينيكي، أن المرحلة العمرية في حياة الطفل منذ يومه الأول حتى 6 سنوات تعد الأخطر في نموه العقلي والمعرفي على صعيد تكوين محصلة لغوية وتعلم مهارات التواصل مع أفراد البيئة المحيطة، مشيرة إلى أن بقاءه مدة طويلة أمام شاشة التلفاز يعيق كل ذلك.

وتلفت الدكتور السمان في تصريح خاص إلى “إرم نيوز” أن الطفل في هذه السن الحرجة يردد مصطلحات بالعربية الفصحى منقولة عن أفلام الكرتون التي يشاهدها كثيرا، موضحة أن هذه المصطلحات قد تبدو مضحكة، لكنها تؤخر تعلمه اللهجة الدراجة الطبيعية، كما تجعله مشتتا من الناحية اللغوية. 

وتضيف: يجب ألا تتفاجأ الأم بعد كل ذلك إذا وجدت طفلها انطوائيا، صاحب محصلة لغوية ضعيفة، كسولا، بل ومصابا بالبدانة وزيادة الوزن. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى