الحوثي يعيد “بوصلة الحرب” نحو مأرب وأبين
وسط تصعيد ميداني تتجه مليشيات الحوثي إلى إعادة بوصلة الحرب إلى محافظتى مأرب الغنية بالنفط وأبين، عبر تعزيزات وإطلاق مسيرات.
ففي خطوات تصعيدية هي الأكبر منذ انتهاء الهدنة الأممية في أكتوبر الماضي، دفعت مليشيات الحوثي بتعزيزات بشرية وقتالية إلى جبهات مأرب الجنوبية والغربية بالتزامن مع إطلاق هجمات جوية لطائرات مسيرة إيرانية الصنع.
وأعلن الجيش اليمني السبت، في بيان، إسقاط طائرة مسيرة لمليشيات الحوثي الإرهابية. لدى تحليقها باتجاه المواقع العسكرية في جبهات الجوبة جنوبي محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وفي سياق متصل، قالت مصادر ميدانية إن “جبهات مأرب شهدت بالفعل تدفقا متزايدا لتعزيزات مليشيات الحوثي. والتي من شأنها أن تعيد للمشهد موجة التصعيد الحربي الحوثي للمحافظة النفطية”.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي كثفت من تشييد الأنفاق والحاميات القتالية مع انتشار جرافات تقوم باستحداث الخنادق والمتاريس. وذلك على 3 جبهات قتالية ابتداء من “المشجح” وحتى “البلق الشرقي”.
كسر هجوم في أبين
وعلى جبهة ثانية أعلنت قوات المقاومة الجنوبية كسر هجوم عنيف شنته مليشيات الحوثي. وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمعدات وذلك في جبهة “ثرة” في محافظة أبين.
وقالت المقاومة الجنوبية، في بيان، إن “المدفعية الثقيلة للمقاومة الجنوبية. دكت أهدافا حوثية في عدد من المواقع عقب قصف وهجوم مكثف استهدف مواقع استراتيجة في جبهة ثرة شمالي المحافظة المطلة على بحر العرب”.
وأكدت تحقيق إصابات مباشرة في بعض الأهداف من قبل وحدات الأسلحة الثقيلة للقوات الجنوبية، ما كبد المليشيات الحوثية خسائر في العتاد والأرواح.
ضحايا ألغام الحوثي
إنسانيا، قتل مدني وأصيب اثنان آخران بينهما امرأة نتيجة انفجار لغم حوثي بمركبة مدنية كانوا يستقلونها في طريق فرعي بمنطقة “الغرفة” بمديرية المصلوب بمحافظة الجوف.
وتأتي الحادثة بعد أيام من مقتل مدني بانفجار جسم حربي من مخلفات الحرب في مديرية خب والشعف في ذات المحافظة الحدودية مع السعودية.
وتعاني مناطق واسعة في مديريات المصلوب وخب والشعف والمتون والغيل والحزم بمحافظة الجوف من تلوث الألغام والأجسام الحربية المختلفة. حيث كانت تلك المناطق لسنوات مسرحا لأعنف المعارك والعمليات القتالية بين قوات الجيش اليمني ومليشيات الحوثي.
400 ألف لغم
إلى ذلك، أعلن مشروع مسام السعودي لنزع الألغام عن انتزاع 400,000 لغم وذخيرة غير منفجرة خلال 5 سنوات من العمل في مناطق واسعة في اليمن.
وقال مشروع مسام السعودي، في بيان. إنه تمكن حتى الآن من تطهير أكثر من 46 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالذخائر والألغام والعبوات الناسفة.
و”مسام” الهندسي مكون من 32 فريقا بخبرات عالمية وفرق محلية يمنية وبإشراف سعودي، جميع الفرق دربت لإزالة الألغام التي زرعتها المليشيات. الانقلابية بطرق عشوائية في الأراضي وتحديدا في 11 محافظة يمنية.
وتتناثر في العديد من المدن اليمنية آلاف الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي منذ انقلابها أواخر 2014 في مناطق تشهد معارك. بين مقاتلي مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والقوات اليمنية المعترف بها دوليا.
وتشير تقارير حقوقية وأممية إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن تجاوز 10 آلاف مدني أغلبهم من النساء والأطفال. كما أن هناك أكثر من مليوني لغم أرضي زرعت في مختلف أنحاء البلاد خلال الحرب الدامية.