القمة العربية – الصينية في السعودية: تعاون مثمر
وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية.
وتأتي الزيارة بعد دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتعزيزاً للعلاقات التاريخية بين السعودية والصين. حيث تعقد قمة سعودية صينية برئاسة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني وبمشاركة الأمير محمد بن سلمان. كما تشهد الزيارة ثلاث قمم هي “السعودية – الصينية، والخليجية – الصينية، والعربية – الصينية”، بحضور أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية، ما يعكس أهمية انعقاد هذه القمم، وما تحظى به من اهتمام إقليمي ودولي.
زيارة هامة
في السياق ذاته، وقبل انطلاق القمة الصينية – العربية، أصدرت وزارة الخارجية الصينية تقريراً مطولًا حول “التعاون الصيني – العربي في عصر جديد”.
أكدت فيه أن بكين “شريك استراتيجي وصديق مخلص” سيلعب دوراً بناء في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن اللقاء الصيني – العربي قد يراه البعض مكايدة من السعودية لأميركا خاصة مع الموقف الحساس لكلا البلدين حالياً.
وأكد مراقبون، أن السعودية على علاقة اقتصادية قوية للغاية مع الصين، وكان من المفترض أن يأتي الرئيس الصيني في وقت أبكر، لكن تم إلغاء الزيارة عدة مرات بسبب العديد من عمليات الإغلاق التي حدثت في الصين بسبب جائحة كورونا، ومن المتوقع أن يحضر القمة 14 رئيس دولة عربية على الأقل.
على الرغم من أنها ستكون على الأرجح مرتبطة بالتجارة، ووفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين الصين ودول الخليج – بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران – حوالي 2.48 تريليون دولار (2.37 تريليون يورو) في عام 2021، وتعد الصين الآن أكبر شريك تجاري للسعودية.
اتفاقية التجارة الحرة
تسعى القمة لإبراز دور الصين كمزود لأموال التنمية والأعمال الاقتصادية، والمملكة العربية السعودية كدولة رائدة في العالم العربي. ويتطلع مراقبون إلى إحراز القمة تقدم في اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي المكون من ستة أعضاء. ويضم المجلس السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعمان، اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي تجري مناقشتها منذ ما يقرب من عقدين، إلا أنها قد تكون الآن أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى، أحد أنواع التعاون هو الأكثر إثارة للجدل ويتضمن الإنتاج المحلي للمعدات العسكرية، حيث تطور السعودية صواريخ وطائرات دون طيار بمساعدة صينية، خاصة أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت من قبل شرائها لطائرات مقاتلة صينية.
العلاقات السعودية- الصينية
وتشهد العلاقات الدبلوماسية السعودية ـ الصينية، تطوراً مميزاً ووثيقاً، وتسير بوتيرة متسارعة نحو مزيد من التعاون والتفاهم المشترك بينهما في مختلف المجالات. بما يعود بالنفع على البلدين الصديقين، حيث بدأت العلاقات الوطيدة بين البلدين منذ 80 عاماً، واتسمت العلاقات السعودية ـ الصينية بالتميز الكبير الذي انعكس إيجاباً على تعزيز التعاون بين البلدين، والتماشي مع التطور الذي يشهده العالم، من حيث تنفيذ بنود الاتفاقيات التي تقوم عليها العلاقات أو تطويرها لتتلاءم مع متغيرات العصر.