مجتمع

النرجسية تحت المجهر.. حدود العلاج وإمكانات التغيير الذاتي


ربما تعرف شخصًا دائمًا ما يلقِي عليك باللوم، يبتسم بسخرية عند اكتشاف كذبه، ويحوّل كلماتك لصالحه حتى يجبرك على الاعتذار، ومع مرور الوقت، قد تتساءل: هل يمكن لشخص كهذا أن يتغير؟.

غالبا ما يكون هذا الشخص نرجسيًّا، فالنرجسيون عند تعرضهم للنقد أو الإهانة، يشعرون بالتهديد؛ لأن ثقتهم بأنفسهم، سواء كانت هشة أو متضخمة، غالبًا ما تكون متقلبة. هذا يدفعهم للرد بعدوانية لحماية صورتهم الذاتية.

لكن ماذا عن إمكانية التغيير؟ وهل يمكن للتدخل النفسي أن يساعد النرجسيين على إدارة سلوكهم؟.

علميًّا، هناك نوعان من النرجسيين وفقًا لموقع “ساينس أليرت”:

النرجسي المتكبر: يرى نفسه متفوقًا على الآخرين.

النرجسي الضعيف: شديد الحساسية للنقد.

في كلتا الحالتين، قد يظهر الشخص بأنانية وتعجرف، وعند تفاقم هذه الصفات قد يُشخّص باضطراب الشخصية النرجسية (NPD).

تتضمن سلوكيات النرجسي العدوانية أحيانًا استبعاد الآخرين اجتماعيًّا أو حرمانهم من الحب والمودة كنوع من العقاب، وأحيانًا أخرى قد يظهر العنف حتى دون استفزاز مباشر.

العلاج النفسي وإمكانية التغيير
رغم أن اضطراب الشخصية النرجسية يعتبر حالة طويلة الأمد، فإن العلاج النفسي يمكن أن يساعد على إدارة الأعراض. يعتمد العلاج غالبًا على العلاجات الكلامية.

مثل:

العلاج السلوكي المعرفي: يساعد النرجسيين على التعرف إلى أفكارهم غير الدقيقة وتعديل سلوكهم.

تقنيات العلاقات الاستبطانية: تركز على استكشاف المشاعر والدوافع الداخلية للعميل، مع تفهم المستشار وعدم الحكم عليه. هذه الطريقة مهمة لأن النرجسيين غالبًا يخشون إظهار ضعفهم؛ ما يصعّب بناء علاقة ثقة.

تحديات العلاج
النرجسيون نادرًا ما يلجؤون للعلاج بأنفسهم، وغالبًا ما يكون طلبهم للعلاج مرتبطًا بأزمات خارجية أو مشكلات عاطفية، مثل: الاكتئاب.

أكثر العقبات شيوعًا تشمل:

صعوبة بناء علاقة ثقة مع المعالج.

الميل لترك العلاج مبكرًا، حيث تتراوح معدلات التوقف بين 10% و50% مقارنة بنسبة أعلى في النرجسيين.

تم تكييف بعض أساليب علاج اضطراب الشخصية الحدية مع النرجسيين، مثل:

العلاج السلوكي الجدلي: تحدي الأفكار السلبية مع تقبّل الذات.

العلاج القائم على التأمل: فهم المعتقدات وربطها بالسلوك.

العلاج بالمخططات: تعديل المفاهيم الخاطئة عن العالم، خاصة لدى من تعرضوا لإهمال في الطفولة.

زر الذهاب إلى الأعلى