بعد ألفي عام.. مدينة الحِجر موطن الأنباط يزدهر مجدداً
لا يمر يوم في مدينة الحِجر الأثرية في السعودية، منذ نحو سبعة أعوام، من دون جديد في مجال البناء والسياحة والنقل والعمل والزوار؛ فالموقع التاريخي، الذي يحمل اسماً آخر هو “مدائن صالح”، يحتل مكاناً بارزاً في خطة حكومية لتطوير منطقة شمال غرب البلاد.
وبعد أكثر من ألفي عام على بناء الأنباط، وهم قوم من العرب القدماء، حضارتهم في المكان، تزدهر الأرض مجدداً، حيث المطاعم والفنادق والفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية، بينما يواصل فلاحون على مقربة من المكان خططهم في تطوير محاصيلهم لتكتمل كل مقومات الحضارة الجديدة.
ويتوافد السياح من مختلف دول العالم، بجانب زوار سعوديين كثر ايضاً، لاكتشاف المكان بحلته الجديدة وعن قرب، بعيداً عن قصص التاريخ ورواياته المتعددة، إذ تتاح لهم تجربة ثرية لمعرفة الأنباط عن قرب، بما في ذلك تعلم لغتهم لمن يود، حيث ينتشر مرشدون سياحيون سعوديون مدربون على شرح حضارة أجدادهم.
واكتسبت “الحِجر” اسم “مدائن صالح” أيضاً، إذ يُعتقد أنها المكان الذي عاش فيه قوم ثمود ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام قبل الميلاد، وتقع على بعد 22 كيلومترا شمال شرق مدينة العلا، وهي أيضاً مدينة تاريخية عريقة تتبع إدارياً منطقة المدينة المنورة، وتشكل كل من الحِجر والعلا ثنائية سياحية متكاملة تبدأ من مطار العلا الذي يستقبل الرحلات الدولية.
وحيث مناطيد تحلق بالسياح في المكان لرؤية آثار الأنباط التي ظلت شاهدة على تطورهم، وهي أبنيتهم التي حفروها في الصخور الكبيرة والجبال، بينما تجوب سيارات المكان رفقة مرشدين سياحيين لمن يفضل الرحلات البرية، ويجتمع الزوار على مسرحيات تحكي قصص الأنباط ومملكتهم البائدة وقد عادت من جديد.
يقول القائمون على مشروع تنمية العلا وتحويلها لوجهة سياحية عالمية فارهة، إنهم يستهدفون الوصول في العام 2035 إلى مليوني زائر سنوياً للعلا، وتحول المكان إلى أكبر متحف حي في العالم، وهو تعداد بشري كبير ربما يفوق عدد كل سكان الأنباط والممالك الصغيرة والكبيرة التي عاشت قبل ألفي عام.
لكن حتى قبل الوصول لتلك الأهداف، باتت شهرة مدينة الحِجر، اليوم، قريبة من شهرة ومكانة مدينة البتراء التي بناها الأنباط أيضاً، وتقع في الأردن اليوم، وهي وجهة سياحية عالمية معروفة، وكانت في تلك الحقبة البعيدة جزءاً من مملكة الأنباط.