بعد الـ65.. مهارة السقوط قد تكون مفتاح النجاة من الكسور والإصابات

يعدّ السقوط السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالإصابات بين كبار السن، حيث يُنقل ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص إلى غرف الطوارئ سنويًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ويرى الخبراء اليوم أنه إلى جانب تدريب الوقاية، من الضروري أيضًا تعليم كبار السن كيفية السقوط بشكل آمن.
ويُعدّ جاكوب سوسنوف، أستاذ ونائب عميد الأبحاث في كلية المهن الصحية بجامعة كانساس الطبية، من بين مجموعة متزايدة من الباحثين الذين يغيرون تركيزهم نحو تدريب الأفراد على السقوط. ويستند هذا النهج إلى فكرة أن السقوط أمر لا مفر منه مع التقدم في السن وقوة الجاذبية، لكن الإصابات الناتجة عن السقوط ليست حتمية. ومن خلال تعليم الأفراد كيفية السقوط بطريقة صحيحة، يهدف الباحثون إلى تقليل خطورة الإصابات.
وبحسب “ناشونال جيوغرافيك” يبدأ التدريب في بيئة خاضعة للسيطرة، باستخدام معدات حماية مثل خوذ الفوم وواقيات الورك. ويتدرب المشاركون على السقوط فوق حصائر ناعمة وتحت إشراف خبراء، حيث يتم تقسيم الحركة إلى خطوات صغيرة وسهلة، تمامًا كما يتعلم الرياضيون الحركات المعقدة. والهدف هو بناء ذاكرة عضلية وتحسين استجابة الجسم في المواقف الواقعية، حيث تحدث السقوطات بشكل غير متوقع.
وتشمل التقنيات الأساسية خفض مركز ثقل الجسم عند بداية السقوط. فبدلاً من مقاومة السقوط، يتعلم الأفراد ثني الركبتين والوركين، بحيث يقترب الخصر من الأرض لتقليل قوة الاصطدام. وتشبه هذه الحركة وضعية لاعبي كرة القدم، حيث يكون الشخص بالفعل في وضع منخفض جزئيًا قبل ملامسة الأرض بالكامل.
ولا توجد تقنية واحدة للسقوط تناسب جميع الحالات، لكن التدريب المنتظم والمنهجي يساعد كبار السن على التكيف بشكل أفضل عند وقوع الحوادث. وكما يؤكد سوسنوف: “السقوط سيحدث لا محالة.” والتركيز الآن لا يقتصر فقط على منع السقوط، بل يشمل أيضًا تجهيز الجسم للسقوط بطريقة أكثر ذكاءً وأمانًا، مما قد يقلل من الإصابات الخطيرة ويحسن فرص التعافي.