بعد سنوات من تجربة الحكم الفاشلة.. شمال أفريقيا يلفظ الإخوان
واحدا تلو الآخر، عروش الإخوان تتهاوى في شمال أفريقيا، بعد سنين من تجربة الحكم الفاشلة، التي عاشوها بعد ما يعرف بالربيع العربي، حين استغل الإخوان الأوضاع حينها، بخطاب سياسي حالم، دغدغ مشاعر شعوب عربية بأحلام زائفة، وشعارات رنّانة، تكسّرت على صخرة الوعي الشعبي، الرافض لتحكم أيديولوجيا تتقن المعارضة، لكنها تفشل في أول اختبار للحكم.
في مصر
شكلت مصر أول عروش الإخوان التي تهاوت، في ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، بعد هبة شعبية، ليسقط التنظيم بعد سنة عجفاء، بإسقاط حكم الرئيس السابق محمد مرسي.
السودان
في أبريل 2019، نجح السودانيون في إسقاط نظام عمر البشير بعد عقود من الحكم، تاه فيها البلد في دوامة حكم التنظيم السرّي، والتمكين لرجاله في مفاصل الدولة، والنتيجة فشل اقتصادي ووضع معيشي مزرٍ لم يتحمله الشعب، فهب لإسقاطه.
تونس
كإخوان مصر، ركب إخوان تونس، ممثلين في حركة النهضة التي يقودها راشد الغنوشي، موجة الربيع العربي، واستغلوا اللحظة للوصول إلى الحكم، وبعد 10 سنين مضنية اقتصاديا وأمنيا للشعب التونسي، جاءت اللحظة في 25 يوليو الماضي، حين أسقط الرئيس التونسي الحركة، وجمّد البرلمان لينتهي تحكم الغنوشي في كرسي رئاسة الهيئة التشريعية، وفي القرار الحكومي واستبدال رئيس وزراء بآخر.
ليبيا
وفي ليبيا يكابر الإخوان للبقاء في الواجهة، وسط رفض شعبي فوّت على فسيفساء أحزاب التنظيم الوصول إلى رأس الحكومة، والبرلمان، ليبقى قادة الإسلام السياسي في أرجوحة بين الارتهان للخارج، والتبرؤ من يافطة الغطاء الأيديولوجي، دون تحقيق تقدم رٌسمت أجنداته، وخذله التنفيذ على الأرض.
الجزائر
تأهب إخوان الجزائر للانتخابات التشريعية مطلين برأس طامح للفوز، وتشكيل الحكومة، في حلم مفروش بورود الأماني، لكن انتخابات يونيو 2021 خيبت الأمل ورفست حزبي الإخوان الرئيسيين مجتمع السلم والبناء الوطني في ذيل قائمة الترتيب في هزيمة مذلة.
المغرب
وفي فصل آخر من لفظ التنظيم الدولي بشمال أفريقيا، فجر اليوم الخميس قال المغاربة كلمتهم المدوية للإخوان، فطردت صناديق الاقتراع حزب العدالة والتنمية، فمن 125 مقعدا في البرلمان لم يتحصل حزب رئيس الحكومة المنتهية ولايته سعد الدين العثماني سوى على 12 مقعدا، مفسحا المجال لحزب التجمع الوطني للأحرار الليبرالي لتشكيل الوزارة، ليطوى ملف عقد من حكم الإخوان في سادس بلد بشمال أفريقيا.