سياسة

بلينكن في القاهرة: هل تقترب صفقة وقف إطلاق النار في غزة؟


في خضم التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة. يتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مصر اليوم، في خطوة جديدة تهدف إلى الدفع نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس“، الزيارة تأتي في إطار حوار إستراتيجي بين القاهرة وواشنطن لتعزيز العلاقات الثنائية. مع التركيز على القضايا الأمنية والتنموية. وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية. تشمل المحادثات أيضًا السعي للتوصل إلى اتفاق يخفف من معاناة الفلسطينيين ويعزز الأمن الإقليمي.

القاهرة مركز الثقل الدبلوماسي

القرار بأن تكون مصر الوجهة الأولى لبلينكن في هذه الجولة الدبلوماسية يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في جهود الوساطة. فمصر تلعب دورًا حاسمًا في التوسط بين إسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.

هذه الوساطة تحظى بدعم من الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة للوصول إلى حل سياسي ينهي النزاع ويمهد الطريق لتهدئة دائمة في المنطقة.

ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن اختيار مصر كمحطة لبلينكن بدلاً من إسرائيل يشير إلى احتمال حدوث اختراق دبلوماسي قريب. خاصة فيما يتعلق بمحور صلاح الدين، وهو المنطقة العازلة بين غزة ومصر التي ترغب إسرائيل في إبقاء قواتها فيها.

تحديات وقف إطلاق النار

رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، ما تزال هناك عقبات كبيرة تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار. إسرائيل تصر على ضرورة بقاء قواتها في محور صلاح الدين لضمان عدم تهريب الأسلحة إلى غزة، وهو ما يمثل نقطة خلاف رئيسية في المحادثات.

إضافة إلى ذلك، ما تزال تفاصيل تبادل الأسرى تشكل تحديًا كبيرًا. حيث تطالب حماس بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

بلينكن سيسعى خلال زيارته إلى التوفيق بين هذه المواقف المتضاربة. فيما تعمل الولايات المتحدة على تطوير مقترح جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أكد أن واشنطن تعمل بشكل عاجل مع قطر ومصر على صياغة هذا المقترح. بهدف دفع الأطراف المعنية نحو اتفاق نهائي.

محور صلاح الدين والعقبات الأمنية

من بين التحديات الكبرى التي تواجه المحادثات الجارية هو محور صلاح الدين. حيث ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل منه، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بتهريب الأسلحة عبر الحدود. ورغم هذه المخاوف، تعمل القاهرة وواشنطن على تقديم ضمانات أمنية تلبي احتياجات الطرفين، في محاولة لتجاوز هذه العقبة.

زيارة بلينكن هي العاشرة له إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، وهو ما يعكس الأهمية الكبرى التي توليها الولايات المتحدة لتحقيق استقرار دائم في المنطقة. ووفقًا لمصادر أمريكية، فإن هذه الجولة قد تشهد تطورات هامة خلال الأسابيع المقبلة. على الرغم من أن بعض المسؤولين الإسرائيليين لا يتوقعون حدوث اختراق وشيك.

غوتيريش يدين “العقاب الجماعي” في غزة

في سياق متصل، أدلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتصريحات حادة ينتقد فيها الإجراءات الإسرائيلية في غزة. معتبرًا أن “العقاب الجماعي” الذي يتعرض له الفلسطينيون لا يمكن تبريره بأي حال.

وفي مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، وصف غوتيريش مستوى المعاناة في غزة بأنه “لا يمكن تصوره”، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية في القطاع هي من بين أسوأ ما شهده منذ توليه منصبه.

غوتيريش دعا إلى “المساءلة” عن الانتهاكات التي ارتكبتها كل من إسرائيل وحماس. مؤكدًا أن هناك حاجة ملحة لتحقيق العدالة للضحايا المدنيين.

ورغم إقراره بصعوبة التوصل إلى تسوية شاملة للصراع. إلا أنه أبدى تفاؤلاً حذرًا بإمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

الضغوط الدولية على إسرائيل

إلى جانب الجهود الأمريكية، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف التصعيد في غزة. غوتيريش، الذي انتقد بشدة سياسة إسرائيل في غزة. أشار إلى أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يهدد حل الدولتين، الذي يعتبره الكثيرون السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

غوتيريش أبدى استياءه من التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. واصفًا إياه بأنه “غير شرعي” وفقًا للقانون الدولي. كما أعرب عن قلقه من الانتهاكات المستمرة لحقوق الفلسطينيين. مشيرًا إلى أن هذه السياسات تقوض بشكل مباشر أي فرصة لتحقيق حل الدولتين.

هل تشهد المنطقة اختراقًا دبلوماسيًا قريبًا؟

رغم الصعوبات الهائلة التي تواجه المحادثات الجارية. تظل هناك آمال بأن تثمر الجهود الدبلوماسية عن اختراق حقيقي في الأسابيع المقبلة.

زيارة بلينكن إلى مصر تأتي في وقت حرج، حيث تسعى الولايات المتحدة. بالتعاون مع شركائها الإقليميين، إلى تحقيق تهدئة في غزة تضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

ومع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل. وارتفاع حدة الانتقادات ضد سياساتها في غزة، يبقى السؤال هو ما إذا كانت هذه الجولة من المفاوضات ستتمكن من تحقيق تقدم ملموس. أم أن المنطقة ستظل تعيش تحت وطأة العنف والصراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى