سياسة

بين الانفتاح السياسي لحماس والتصعيد الإسرائيلي: سيناريوهات المواجهة والتهجير


تخطط إسرائيل لترحيل نحو مليوني شخص في قطاع غزة قسرا إلى منطقة محظورة داخل القطاع الفلسطيني المحاصر والذي يتعرض لأعنف عملية عسكرية منذ ما يزيد عن العام بعد هجوم شنته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق تقرير لمجلة ‘كوريي انترناسيونال’ الفرنسية.

ومن المتوقع أن تشكل هذه الخطوة عملية طرد جماعي يدعمها التيار الديني المتشدد في الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف، بينما أظهرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، انفتاحا على اتفاق جديد يذهب أبعد من مجرد وقف إطلاق النار مع إسرائيل بما يشمل حلا دائما للأزمة بما في ذلك حل الدولتين، وفق تأكيدات قطرية وتركية، بينما لم تخف الدوحة التي تتوسط بين الطرفين أن التوصل لاتفاق جديد لا يزال أمرا صعبا.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى تغريدة نشرها الصحفي الإسرائيلي اليميني ينون ماغال على حسابه بمنصة ‘اكس’ (تويتر سابقا) قال فيها “هذه المرة، يخطط الجيش الإسرائيلي لإجلاء جميع سكان قطاع غزة إلى منطقة إنسانية مخصصة للإقامات طويلة الأمد وتحظى هذه الخطة بدعم الأميركيين.”

وقالت ‘كوريي انترناسيونال’، إن “ما يبدو غريبا حقا في هذا مشروع هذا ربما يعكس إدراك القادة الإسرائيليين أن المغادرة الطوعية للسكان، التي طالما تفاخروا بها، ليست واقعية في الوضع الحالي”.

وأوضحت أن “هناك عدد قليل للغاية من سكان غزة على استعداد للمغادرة، بالرغم من القصف المستمر. ومن ناحية أخرى، لن ترحب أي دولة بمثل هذا التدفق للاجئين الفلسطينيين”.

ورأت أن إسرائيل غيرت على ما يبدو نهجها تجاه التعامل مع قطاع غزة بشكل كامل “من الاحتواء والسيطرة من الخارج إلى السيطرة الكاملة والطرد والضم”، مضيفة “لكي ينجح الرحيل الطوعي بما يكفي للسماح بالضم وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، يتعين على ما لا يقل عن 70 في المئة من السكان أن يغادروا القطاع، أي أكثر من 1.5 مليون شخص. وهذا هدف غير واقعي على الإطلاق في ظل الوضع السياسي الراهن في غزة والعالم العربي”.

وتظهر التطورات السياسية والميدانية أن إسرائيل تميل لتشدد أكبر في غمرة محادثات تجري عبر الوسطاء، بينما تواصل التصعيد العسكري والتخطيط لتهجير سكان غزة.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الأحد إن الجهود المبذولة للتوصل لوقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يظل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صعبا.

وتابع “شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها”.

وذكر موقع أكسيوس الأسبوع الماضي أن رئيس الموساد دافيد برنياع سافر إلى الدوحة يوم الخميس للقاء رئيس الوزراء القطري وسط الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة.

ولم يذكر المسؤول القطري أي جوانب من محادثات وقف إطلاق النار أحرزت تقدما في الأيام القليلة الماضية، لكنه قال إن حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن الهدف النهائي للمفاوضات.

وقال إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع، لكن الأخيرة تريد من الحركة الفلسطينية إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.

وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة أوضح أنه “عندما لا يكون هناك هدف مشترك بين الأطراف، أعتقد أن فرص إنهاء الحرب تصبح ضئيلة للغاية”.

من ناحيته، قال فيدان إن المحادثات التي أجراها مسؤولون أتراك مع حماس أظهرت أن الحركة ستكون أكثر انفتاحا على اتفاق يتجاوز وقف إطلاق النار في غزة ويهدف إلى حل دائم للأزمة مع إسرائيل بما في ذلك حل الدولتين.

وفي 19 أبريل/نيسان، أجرى فيدان ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين محادثات مع مسؤولين من حماس في أنقرة لمناقشة أحدث الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار والوضع في غزة.

واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس/آذار بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني وقالت إنها ستواصل الضغط على حماس إلى أن تطلق سراح الرهائن المتبقين في القطاع وعددهم 59. ويُعتقد أن ما يصل إلى 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

واندلعت الحرب بعد هجوم لحماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر بحسب إحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وتقول السلطات الصحية في القطاع إن الحملة العسكرية الإسرائيلية قتلت حتى الآن ما يزيد عن 51400 فلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى