بين الصراع على الشرعية وغياب الدولة.. الإسلاميون يعيدون التموضع في طرابلس

كشفت الاشتباكات المسلحة الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس عن هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا، وسط تصاعد نفوذ الميليشيات المسلحة. ما أثار مخاوف جدية من تداعيات عدم الاستقرار على المنطقة ككل. خاصة في ظل استغلال الجماعات الإرهابية لهذا الفراغ الأمني لتوسيع خطوط إمدادها من غرب ليبيا إلى منطقة الساحل الإفريقي.
-
مصراتة تتململ.. اتهامات للدبيبة بتغذية فوضى الميليشيات
-
هل يمكن لطرابلس أن تخرج من دوامة العنف؟ تحليل لأسباب انفلات سلاح الميليشيات
تعليقا على ذلك، اعتبر خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” أن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، غنيوة الككلي. وما تلاه من اضطرابات أمنية في طرابلس، يمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي ويمنح الجماعات الإرهابية فرصة ثمينة لإعادة التمركز وتوسيع نطاق عملياتها.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للغرب الليبي في موقعه الجغرافي الحساس، المطل على البحر المتوسط، والمتاخم لحدود تونس والجزائر. مما جعله نقطة عبور رئيسية للأسلحة والمقاتلين والموارد المالية باتجاه عمق الساحل الإفريقي.
-
تصعيد الخلاف بين الجيش والحركات المسلحة: دارفور ساحة صراع جديدة على النفوذ
-
حزب جديد في ليبيا يطالب بحل الميليشيات وتعزيز الجيش الوطني
في السياق، أكدت الباحثة الليبية المتخصصة في قضايا الهجرة والأمن، ريم البركي، أن هشاشة الوضع الأمني في طرابلس، والتي تفاقمت بسبب تمسك عبد الحميد الدبيبة بالسلطة. ساهمت في تأجيج الفوضى الأمنية مشيرة في تصريح خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن ما يجري في غرب ليبيا لا ينذر فقط بحرب ميليشيات. بل بانفلات شامل قد يعيد خلط التوازنات الإقليمية، ويحول ليبيا مجدداً إلى قاعدة خطرة تهدد أمن المتوسط بأكمله.
وتضيف البركي أن الدبيبة سعى إلى استقطاب الميليشيات عبر سياسات متناقضة، ما أدى إلى تفكيك البنية الأمنية في طرابلس ومحيطها. وإنشاء بيئة خصبة لعودة الجماعات المتشددة التي كانت قد طُردت سابقاً.
-
ليبيا.. الميليشيات تفرض سطوتها وتعيد العنف إلى الزاوية
-
محلل استراتيجي يكشف مخاطر المليشيا المسلحة على ليبيا
وتحذر البركي من عدة ثغرات أمنية بارزة تتمثل في احتمال تجنيد مرتزقة أجانب لصالح الميليشيات الموالية للدبيبة مع احتمال إعادة تفعيل ملف مهجري مجلس شورى ثوار بنغازي ودرنة. الذين سبق أن وعدهم الدبيبة بالعودة إلى الشرق الليبي بالقوة. ما قد يؤدي إلى مواجهات ذات طابع أيديولوجي خطير مع تزايد فرص تسلل العناصر الإرهابية عبر المعابر الحدودية الخارجة عن سلطة الدولة وتوسع نشاط شبكات الاتجار بالبشر التي تعمل تحت غطاء مليشيات موالية للحكومة إضافة الى خطر استغلال المهاجرين المحتجزين في مراكز الإيواء. وإقحامهم في صراعات الميليشيات، كما حدث إبان حكومة فايز السراج.
-
اشتباكات بين الميليشيات في طرابلس يعكر أجواء العيد
-
استمرار الجماعات المسلحة في طرابلس يعيق إجراء الانتخابات
بدوره، يقول محمد أغ إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باماكو بمالي. إن الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية نسجت شبكة معقدة لنقل الأسلحة والمتفجرات والأدوية المغشوشة داخل منطقة الساحل. مستغلة الحدود السهلة الاختراق في بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، غامبيا، غينيا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، والسنغال.
ويضيف إسماعيل لموقع “سكاي نيوز عربية” أن ليبيا تحولت إلى محطة تزويد رئيسية لحلفاء بعض القوى الإقليمية، بسبب الانقسام السياسي وضعف الرقابة على المنافذ الحدودية. مما سهّل تدفق الأسلحة والمواد المحظورة.