أمريكا

تعرف إلى «أسوأ تجربة نووية» في تاريخ أمريكا


لم يدر بخلد العلماء الذين أجروا تجربة كاسل برافو النووية أن تكون تلك أضخم تجربة نووية في تاريخ الولايات المتحدة وصاحبة تأثيرات هائلة.

فقد أسقط الطيران الأمريكي في الأول من مارس/آذار عام 1954، أول قنبلة هيدروجينية على جزيرة بيكيني أتول في جزر مارشال في المحيط الهادئ، وفقا لأرشيف الأمن القومي الأمريكي.

وكانت التجربة هي الأولى في سلسلة من الاختبارات ذات النواتج الحرارية النووية العالية المردود، التي أجرتها الولايات المتحدة، وكان الهدف النهائي للعملية هو اختبار التصاميم الخاصة بسلاح نووي قوي يمكن إطلاقه من الطائرات القاذفة.

 

كانت توقعات العلماء الأمريكيين آنذاك أن تبلغ القوة التدميرية للقنبلة “كاسل برافو” 6 ميغا طن من مادة TNT، إلا أن النتائج جاءت بأكثر من الضعف حيث سجلت 15 ميغا طن، أي تفوق القنبلة التي دمرت هيروشيما بـ1000.

أدى الانفجار إلى تبخر حوالي عشرة ملايين طن من الرمال والشعاب المرجانية والمياه التي تحولت إلى سحابة متساقطة يبلغ عرضها 100 ميل تقذف الحطام المشع على سكان جزر مارشال المرجانية والأفراد العسكريين الأمريكيين والصيادين اليابانيين على متن سفينة. لاكي دراجون.

أدى انتشار تداعيات الإشعاعات إلى إجلاء أكثر من 230 شخصًا من جزر رونجيلاب ورونجيريك وأوتيريك المرجانية (وكلها جزء من الوصاية الأمريكية على جزر مارشال)، بما في ذلك 28 فردًا من العسكريين الأمريكيين في رونجيريك.

وكان سكان رونجيلاب هم الأكثر تعرضًا للتلوث الإشعاعي. عندما وصلت السحابة السامة إلى رونجيلاب، الواقعة على بعد حوالي 110 أميال من موقع الاختبار، وكانت الآثار الصحية المباشرة خطيرة وطويلة الأمد، وأصبحت رونجيلاب غير صالحة للسكن.

بالإضافة إلى ذلك، أصيب 23 صيادًا يابانيًا على متن سفينة لاكي دراجون (فوكوريو مارو) بالمرض بسبب التعرض للإشعاع، وساعدت وفاة أحد أفراد الطاقم لاحقًا في جذب انتباه وسائل الإعلام الدولية إلى مخاطر التداعيات النووية. وتفاقمت العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان بسبب الشعور العام بالذعر بشأن احتمال وجود سمك تونة مشعة.

أثار الاختبار الكارثي العديد من الدعوات إلى حظر الاختبارات الجوية، وبالفعل أجريت جميع التجارب النووية الأمريكية بعد عام 1962 تحت الأرض، وتم معظمها في موقع اختبار بولاية نيفادا.

ويعكف باحثون فيزيائيون متخصصون في مجال الأسلحة على القيام بعمليات فحص فائق الدقة لأفلام التفجيرات المدمرة، التي قام بتصويرها باحثون عسكريون أمريكيون بين عامي 1945 و1962.

وبالإضافة إلى فوائد حماية اللقطات من التدهور نتيجة للتخزين، يقوم العلماء المتخصصون يقومون بعمل مسح ضوئي للقطات من أجل تحسين تجارب محاكاة الأسلحة الحديثة.

يعمل كل من الاندماج النووي والانشطار النووي بمبدأ واحد، هو تحويل قدر يسير جدا من المادة إلى قدر هائل جدا من الطاقة، حسب نظرية أينشتاين النسبية الشهيرة، وينتج ما يقرب من 85% من طاقة السلاح النووي انفجارا صدميا وطاقة حرارية، أما الـ15% فتنطلق كإشعاع نووي قاتل، يمتد أثره على مدار سنوات بعد التفجير.

القنبلة النووية خطر محدق في وجه البشرية، ولا يمكن لأي دولة في العالم كله تحمل الخسائر الناتجة عن تفجير نووي واحد، فما بالك بحرب كاملة!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى