إيران

في تنصل جديد من التزاماتها.. إيران تباشر بناء محطة للطاقة النووية


صرحت إيران السبت بدء عملية إنشاء محطة جديدة للطاقة النووية بقدرة 300 ميغاواط من الكهرباء، في محافظة خوزستان الغنية بالنفط جنوب غربي البلاد في خطوة جديدة تكشف حجم التعنت الإيراني والإصرار على التنصل من الالتزامات المتعلقة بالملف النووي. 

وبحسب ما نقلت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية الرسمية قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي للصحفيين، إن “إنشاء محطة “كارون” للطاقة النووية سيوفر قدرة صناعية وتكنولوجية جديدة للبلاد”.

وتابع، في حفل إنشاء المحطة أن عملية إنشاء المرحلة الأولى من المحطة في مدينة درخوين. بدأت “من خلال الاستفادة القصوى من الطاقة المحلية في إطار الوثيقة الإستراتيجية الشاملة التي تتضمن تطوير محطة الطاقة النووية.

وسعى المسؤول الإيراني الى تحميل القوى الغربية مسؤولية التصعيد في الملف النووي. قائلا أن إنشاء تلك المرحلة “بقيت متوقفة منذ سنوات عديدة بسبب عدم التزام الأجانب بتعهداتهم”.

ووصف إسلامي المشروع، بأنه مهم وضروري خاصة في محافظة خوزستان. بينما يرى مراقبون انها خطوة للتغطية على الاحتجاجات الداخلية والحديث عن انجازات واهية.

وجاء الإعلان الإيراني وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الشاملة. التي فرضت على إيران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لسنة 2015.

كما يأتي، بعد أقل من أسبوعين من إعلان إيران بدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، في منشأة فوردو النووية تحت الأرض.

ويلزم لصنع قنبلة ذرية يورانيوم مخصب بنسبة 90 %، لذا فإن التخصيب بنسبة 60 % يُشكّل خطوة مهمة نحو تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المستخدم في صنع الأسلحة.

ويظهر ان الإجراءات التصعيدية الإيرانية تأتي ردا على قرار أصدره مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والذي يأمر إيران بالتعاون مع تحقيق تجريه الوكالة منذ سنوات حول مصدر جزيئات يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلن عنها.

وبالرغم من الجهود التي يبذلها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لدفع إيران الى العودة إلى المفاوضات النووية في فيينا. والالتزام بالقرارات الدولية في الملف لكن يبدو ان إيران تتخذ نهجا تصعيديا سيقابل على الأرجح بخطوات دولية وغربية اشد.

وكان غروسي طالب السلطات الإيرانية بتفسير مقنع لآثار اليورانيوم. التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة قبل سنوات قليلة.

وتقول القوى الغربية إن قضية جزيئات اليورانيوم التي لم يعرف لها تفسير أصبحت عقبة في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية. إذ تسعى طهران الآن لإغلاق تحقيق وكالة الطاقة الذرية في إطار تلك المفاوضات.

ويبدو ان الخطوة الجديدة بإنشاء محطة جديدة للطاقة النووية ستزيد من المخاوف الدولية تجاه نوايا إيران خاصة وان تقارير استخباراتية إسرائيلية تتحدث عن اقتراب طهران من صناعة اول قنبلة نووية.

وتجد القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة نفسها مضطرة لايجاد وسائل اخرى لمنع ايران من انتاج القنبلة النووية. وسط دعوات من الجانب الاسرائيلي لاستهداف المنشات النووية الايرانية وتحذير ايران من هذه الخطوة وتداعياتها على المنطقة.

ورغم ان إيران تنفي دائما سعيها لامتلاك أسلحة نووية قائلة إن تقنيتها النووية للأغراض المدنية فقط. لكن غموض بعض إجراءاتها ورفضها تطبيق التزاماتها النووية تزيد من الشكوك بشان نواياها.

وتشكو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن قدرة مفتشيها على مراقبة النشاطات النووية الإيرانية المتزايدة تعيقها القيود التي تفرضها إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى