ثلاث سنوات على الإطاحة بحكم الإخوان في تونس: التحديات والإنجازات
تحل الذكرى الثالثة على ميلاد الجمهورية التونسية الجديدة التي تأسست إثر الإطاحة بحكم الإخوان، ففي 25 من يوليو تخلصت تونس من حكم جماعة الإخوان الإرهابية الممثلة في حركة النهضة التونسي، عن طريق إعلان الرئيس قيس سعيد سلسلة إجراءات استثنائية بتجميد عمل البرلمان الذي كان يترأسه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي ورفع الحصانة على النواب ليتم لاحقًا حل البرلمان في 30 مارس 2022.
الإطاحة بالإخوان
ففي هذا اليوم منذ 3 سنوات تظاهر الآلاف من التونسيين وأحرقوا مقار حزب النهضة مطالبين بغلق برلمان الإخوان ومحاسبة قياداته وهو ما استجاب إليه الرئيس قيس سعيد عبر إعلان إجراءات استثنائية أزاحت برلمان الإخوان.
ويؤكد عدد من المراقبين أن يوم 25 يوليو هو يوم تاريخي لإنقاذ تونس التي انتهكتها أيادي الإخوان ونكلت بشعبها وأفلست اقتصادها وأدخلتها في دوامة من العنف والاغتيالات والجرائم التي ارتكبت في حق البلاد، وبعد مرور الـ3 سنوات انتهت حركة النهضة من تونس خاصة بعد الزج بزعيمها راشد الغنوشي بالسجن فضلًا عن إصدار مذكرة إيداع بالسجن في حق أمينها العام العجمي الوريمي.
تحرير تونس
في هذا الصدد، قال الدكتور أسامة عويدات المحلل السياسي التونسي: إن تاريخ 25 يوليو ارتبط في أذهان التونسيين بأنه تاريخ يرمز للحرية والتحرر حيث انطلق سنة 1957 بالإطاحة بالحكم الملكي ونظام البايات الذي أفلس البلاد ورهنها وجلب الاستعمار الفرنسي تحت مسمى الحماية سنة 1881، ونفس التاريخ أيضًا عندما تخلصت البلاد من عشر سنوات من حكم الإخوان.
وأضاف أنه بعد التحرر من حركة النهضة الإخوانية انطلقت تونس في معركة تحرير وطنية ضد الفساد والاحتكار وضد إجرام الإخوان وتغولهم صلب الدولة مضيفًا أن “المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تحرير الاقتصاد ودعم منظومة الاستثمار والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي”.
ولفت إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد اتخذ قرارات 25 يوليو استجابة للجماهير الغفيرة ولمطالب الشعب الذي نزل إلى الشوارع والميادين لإسقاط حركة النهضة، لافتًا إلى أن تلك القرارات كانت بمثابة طوق النجاة للشعب التونسي، وهو ما بدا واضحًا من احتفالاتهم بالخلاص من الجماعة ورسائل دعمهم لتلك القرارات والتي عبروا عنها بالخروج إلى الشوارع عقب دقائق من اتخاذها.
ولفت إلى أن هناك العديد من التحديات التي لا تزال موجودة أمام طريق استكمال مسار الإصلاح، منها الاختراقات التي نفذتها جماعة الإخوان في مؤسسات الدولة كافة – باستثناء الجيش – خلال العشرية السوداء، حيث شهدت تونس ما لم تشهده في تاريخها.