حرب أوكرانيا تغيّر وجه تجارة النفط

أعادت الحرب الروسية في أوكرانيا رسم خريطة النفط العالمية، مغيرة مسار أسطول من الناقلات بطول ناطحات سحاب لتقطع رحلات أطول.

وحللت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية البيانات من شركة تتبع السفن “سباير جلوبال” التي أظهرت مسارات حوالي 3 آلاف سفينة مماثلة. لتجد تلك التي تغادر الموانئ الروسية قبل وبعد الحرب الروسية في 24 فبراير.

• أردوغان يعرض وساطته من أجل هدنة “متبادلة” بين روسيا وأوكرانيا

وباستخدام إشارات تتبع المواقع التي شاركتها السفن والسلطات، أظهرت المعلومات كيف تسببت تداعيات الحرب في قطع العلاقات التجارية القديمة. وتركت الكرملين يسارع للعثور على الأموال التي يحتاج إليها لتمويل الحرب.

وتمكنت روسيا حتى الآن من إعادة توجيه العديد من صادرات الخام الخاصة بها، لكنه يباع بسعر منخفض لمجموعة من المشترين، بينهم الهند والصين وتركيا.

وفي تلك الأثناء، أضعفت مسارات الشحن الأطول التي سجلتها بيانات “سبير جلوبال” السوق العالمية للناقلات مع ظهور “أسطول ظل” من السفن لمساعدة الصادرات الروسية على تجنب العقوبات الغربية.

شمال أوروبا

في عام 2021، اتجهت الناقلات المغادرة موانئ البلطيق الروسية إلى مشترين في الدول الاسكندنافية، والمملكة المتحدة، وهولندا. وغالبا ما يتم تفريغ محتوياتها في روتردام؛ أحد أكبر مراكز النفط في العالم.

وتوقفت تلك الرحلات السريعة إلى حد كبير قبل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسية المنقولة بحرا الشهر الماضي. واتجهت مصافي التكرير الأوروبي إلى الشرق الأوسط، وغرب أفريقيا، والامريكيتين، من أجل الخام.

الأطلسي

منعت الولايات المتحدة شحنات النفط الروسية في مارس، ما حد من رحلات الناقلات عبر المحيط الأطلسي إلى صانعي الوقود.

 قناة السويس

 أعادت روسيا توجيه العديد من الشحنات عبر البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس عند اتجاهها إلى آسيا.

وأدى ذلك إلى ارتفاع تكلفة الشحن العام الماضي، ما ساعد في خفض سعر النفط الروسي. وتم تداول مزيج النفط الخام الرائد في البلاد، المعروف باسم خام الأورال، مؤخرًا عند حوالي 45 دولارًا للبرميل. وتجاوز خام برنت، وهو المعيار العالمي، 85 دولارًا.

ويعتبر الفارق في الأسعار مكسبا محتملا لمصافي التكرير التي ترغب في شراء الخام الروسي.

ومن المتوقع أن يبلغ متوسط واردات الهند، التي لم تستورد أي نفط روسي تقريبا قبل الحرب، حوالي 1.5 مليون برميل في اليوم هذا الشهر، بحسب شركة تتبع السفن “كبلر”.

الصين

أصبحت الشحنات من الموانئ الواقعة في شرق روسيا إلى الصين أكثر شيوعا مع توسيع الصين لحصص التصدير إلى مصافي التكرير، ما دفعها إلى ضخ الديزل وغيره من أنواع الوقود.