حرب غزة: كيف ساهمت ‘أمازون’ في تحسين دقة الغارات الإسرائيلية؟
دعم كبير تقدمه شركة التكنولوجيا العملاقة الأمريكية، أمازون، إلى إسرائيل خلال حرب غزة حيث سمحت بتخزين كميات هائلة من البيانات عن السكان استُخدم بعضها في الغارات الجوية.
وكشفت مديرة وحدة مركز الحوسبة ونظم المعلومات في الجيش الإسرائيلي -التي توفر معالجة البيانات للجيش بأكمله- الكولونيل راشيل ديمبينسكي في كلمتها أمام مؤتمر بعنوان “تكنولوجيا المعلومات لخدمة الجيش الإسرائيلي“، التي حصلت مجلة “+972” وموقع “لوكال كول” على تسجيل لها، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم خدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات التكنولوجيا المدنية العملاقة في هجومه القائم على قطاع غزة.
في أثناء عرض المحاضرة التي ألقتها ديمبينسكي ظهرت شعارات شركات أمازون ويب سيرفيسز وغوغل كلاود ومايكروسوفت أزور مرتين.
والتخزين السحابي هو وسيلة لحفظ كميات كبيرة من البيانات الرقمية خارج الموقع، وغالبًا ما يكون ذلك على خوادم تديرها شركة خارجية.
وأوضحت ديمبينسكي في البداية أن وحدتها العسكرية، المعروفة اختصارا باسم “مامرام”، تستخدم بالفعل سحابة داخلية وصفتها بأنها “منصة أسلحة”، تتضمن تطبيقات لتحديد الأهداف للقصف، وبوابة لعرض لقطات حية من الطائرات المسيرة فوق سماء غزة، بالإضافة إلى أنظمة إطلاق النار والقيادة والسيطرة.
-
الدفاع المدني في غزة ينقل تفاصيل الوضع في مخيم جباليا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
-
الجيش الإسرائيلي تنفذ محاولة لاغتيال الرجل الثالث في حماس
وأشارت إلى أنه في بداية الاجتياح البري للجيش الإسرائيلي لغزة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023، سرعان ما أصبحت الأنظمة العسكرية الداخلية مثقلة بالأعباء بسبب العدد الهائل من الجنود والعسكريين الذين أضيفوا إلى المنصة كمستخدمين، ما تسبب في مشكلات تقنية هددت مهمات الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت ديمبينسكي أن المحاولة الأولى لحل المشكلة تضمنت تفعيل جميع الخوادم الاحتياطية المتاحة في مستودعات الجيش وإنشاء مركز بيانات آخر، لكن ذلك لم يلب حاجة الجيش وقرروا اللجوء إلى الخارج، إلى العالم المدني، حيث سمحت الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى للجيش بشراء خوادم تخزين ومعالجة غير محدودة بنقرة زر واحدة، دون الالتزام بتخزين الخوادم فعليًا في مراكز الكمبيوتر التابعة للجيش.
-
حرب غزة.. الجيش الإسرائيلي يعلن إنهاء عملياته في الشجاعية
-
تنفيذا لمخطط بن غفير.. الجيش الإسرائيلي يعزز من تسليح المستوطنين
لكن الميزة الأكثر أهمية التي قدمتها الشركات السحابية كانت قدراتها المتقدمة في الذكاء الاصطناعي. وقالت وهي تبتسم: “لقد بلغنا بالفعل مرحلة كانت أنظمتنا بحاجة ماسة إلى هذه الثروة الهائلة من الخدمات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي”، وأضافت أن العمل مع هذه الشركات منح الجيش فعالية عملياتية كبيرة جدًا في قطاع غزة.
وكشف تحقيق جديد أجرته مجلة +972 الإسرائيلية وموقع لوكال كول أن الجيش الإسرائيلي قام بالفعل بتخزين بعض المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من خلال المراقبة الجماعية لسكان غزة على خوادم تديرها خدمات أمازون ويب. كما يمكن أن يكشف التحقيق أيضًا أن بعض مزودي الخدمات السحابية زودوا وحدات الجيش الإسرائيلي بثروة من قدرات وخدمات الذكاء الاصطناعي منذ بداية الحرب على غزة.
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ غارات على مواقع الحوثيين في ميناء الحديدة
-
الدفاع المدني في غزة ينقل تفاصيل الوضع في مخيم جباليا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
“السحابة لديها معلومات عن الجميع”
أكدت مصادر دفاعية أن المعلومات الاستخباراتية المحفوظة على خدمات أمازون ويب لا تزال تعتبر ضئيلة من حيث استخدامها العملي، مقارنة بما يتم الاحتفاظ به في الأنظمة الداخلية للجيش. لكن ثلاثة مصادر شاركت في هجمات الجيش قالت إن هذه المعلومات تم استخدامها في عدد من الحالات لتوفير معلومات تكميلية قبل الغارات الجوية ضد مسلحين مشتبه بهم، بعضها قتل العديد من المدنيين.
ووفقا للتقرير كشفت مجلة +972 وموقع لوكال كول في تحقيق سابق؛ أن الجيش الإسرائيلي أذن بقتل مئات المدنيين في هجمات ضد كبار قادة حماس على مستوى قائد لواء وأحيانًا حتى قائد كتيبة. وفي بعض هذه الحالات كان يجري الاستعانة بسحابة أمازون.
-
الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على محور فيلادلفيا
-
انسحاب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء يكشف عن جرائم وحشية
وقالت المصادر إن النظام القائم على خدمات أمازون ويب مفيد بشكل خاص للمخابرات الإسرائيلية لأنه يمكنه الاحتفاظ بمعلومات عن الجميع، دون قيود على التخزين. وكان لهذا مزايا تشغيلية في بعض الأحيان، حيث وصف أحد مصادر الاستخبارات لحظة مصيرية حقًا في الحرب، عندما رصد الجيش مكان عضو بارز في الجناح العسكري لحماس داخل مبنى كبير متعدد الطوابق مليء بمئات اللاجئين والمرضى.
ووصف المصدر استخدام خدمات أمازون ويب لجمع معلومات حول من كان في المبنى. وقال إن الهجوم تم إحباطه في النهاية، لأنه لم يكن من الواضح بالضبط أين كان يختبئ العميل البارز، وكان الجيش يخشى أن يؤدي المضي قدمًا فيه إلى إلحاق المزيد من الضرر بصورة إسرائيل.