حين يصبح الحزن ثقيلاً.. هل تمني الموت مرض أم تعبير عن الألم؟
في ظل الضغوط الحياتية المتزايدة، وما يمر به الإنسان من صدمات وخيبات متلاحقة، قد يتسلل إلى النفس شعور بالإنهاك وفقدان الرغبة في الاستمرار. وبينما يُعد الخوف من الموت أمراً فطرياً وطبيعياً، فإن الوصول إلى مرحلة تمني الموت أو التفكير المستمر به يضع صاحبه أمام خطر نفسي يستوجب التدخل.
وفي هذا السياق، التقت “إرم نيوز” بالباحث الاجتماعي عبد الرحمن القراش للحديث عن هذه الظاهرة، وأسبابها، وطرق التعامل معها.
“مؤشر مقلق”
يوضح “القراش” أن الخوف من الموت قدرٌ لا مفر منه، لكن تحوّله إلى هاجس يومي وقلق مستمر بلا مبرر يُعد مؤشراً مقلقاً، وقد يتطور إلى التفكير في إنهاء الحياة. ويضيف أن مثل هذه الأفكار غالباً ما تظهر بعد المرور بلحظة انكسار أو فشل كبير، لكن الشخص الذي يمتلك أملاً وطموحاً وهدفاً سرعان ما يتجاوز تلك المرحلة ويستعيد توازنه، مدركاً أن الأجل بيد الله وحده.
ويشير “القراش” إلى أن الخطر يكمن لدى من يعانون من “متلازمة القلب المنكسر” أو من يحملون هموم المستقبل على أكتافهم، ويؤولون كل حدث يومي بأنه إشارة إلى قرب الموت. فهؤلاء يدخلون مرحلة مبكرة من الاكتئاب قد تقودهم إلى العزلة وتدهور الصحة النفسية والجسدية، لتبدأ بعدها وساوس الموت في السيطرة على عقولهم. فانتظار المجهول منهكٌ للنفس، فكيف إذا كان ذلك المجهول هو الموت ذاته؟
وفي النهاية، يؤكد “القراش” أن الحل يبدأ من الإيمان بأن الحياة والموت بيد الله، وأن الحذر لا يرد القدر. كما يشدد على ضرورة الابتعاد عن أصحاب الأفكار السلبية والظلامية؛ لأن السلبية عدوى تنتقل بالمعاشرة. ومن المهم شغل العقل بما ينفع وتعزيز الإيجابية عبر الاهتمام بالهوايات والعلاقات الصحية. أما إذا عجز الشخص عن تجاوز هذه الأفكار، فإن زيارة الطبيب النفسي تصبح ضرورة لا يمكن تأجيلها.
