سياسة

زلزال تركيا وسوريا.. حصيلة الضحايا تقترب من 12 ألف


قدرت منظمة الصحة العالمية أن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر إلى 23 مليونا، والحصيلة مرشحة للتزايد. وخلال تعسر ظروف عملية الإنقاذ الجارية تخشى منظمة الصحة العالمية أن تصل حصيلة ضحايا الزلزال إلى عشرين ألف شخص مع صعوبة البحث عن ناجين في ظل الظروف الجوية القاسية.

وقد بلغ عدد قتلى الزلزال في تركيا وسوريا أكثر من 11200 شخص وفق أحدث حصيلة وشرد أعدادًا لا تُحصى في ظلّ البرد القارس. في حين يسابق عناصر الإنقاذ الزمن لإخراج العالقين تحت الأنقاض.

وقال مسؤولون وعاملون طبيون إن قضوا 2662 في سوريا و8574 شخصًا في تركيا. ما يرفع حصيلة القتلى الإجمالية إلى 11236.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة أكثر من عشرين ألف شخص بجروح وتخشى من أن تصل الحصيلة إلى عشرين ألف قتيل.


ووقع الزلزال الأول الذي بلغت قوّته 7.8 درجات الاثنين وشعر به سكان لبنان وقبرص وشمال العراق.
وأعقبته ذلك 185 هزة ارتدادية على الأقلّ بلغت شدّة إحداها 7.5 درجات. ظهر الاثنين وأخرى بقوة 5.5 درجة فجر الثلاثاء.
تسببت الهزات الارتدادية بمزيد من الخوف والمعاناة في منطقة حدودية تشهد نزاعًا مع إحراق الناس في الشوارع لقطع الحطام سعيًا للتدفئة مع بدء وصول المساعدات الدولية.

وتعيق سوء الأحوال الجوية مهمّة فرق الإنقاذ. ويزيد من معاناة الناجين الذين يعانون البرد تحت الخيام التي نصبت وحول مواقد النيران التي أقيمت في المناطق المنكوبة.

 إذ يصعب الوصول إلى منطقة كهرمان مرعش المنكوبة في جنوب شرق تركيا بسبب الثلوج.

وفي سوريا، أمضى مئات السوريين الخائفين من حدوث هزات أخرى، الليل في الشوارع والحدائق.
ورجّحت منظمة الخوذ البيضاء أن ترتفع حصيلة القتلى لوجودمئات العوائل تحت الأنقاض“. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً. تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

وفق ما أفادت وسائل إعلام حكومية أُحصي ربع عدد ضحايا الزلزال في سوريا بمحافظة حلب الخاضعة لسيطرة دمشق. وقد وتضررت المدينة بشكل كبير، وتعد إحدى المناطق المدمّرة أصلًا جراء النزاع. ومع تسجيل انهيار نحو خمسين مبنى وتضرر مواقع تاريخية بما في ذلك قلعة حلب.

وبينما ينهمك عمال الإغاثة تروى مع هذه الأحداث، بعض قصص النجاة غير العادية ففي  الشمال بصوران، يجثو محمود بريمو أمام كومة أنقاض. هو كلّ ما تبقى من منزله، ويقول الرجل واضعًا كوفية على رأسهخسرنا كل شي في صوران… 10 سنوات من الحب لم تؤثر علينا، لكن هذه الدقيقة ونصف الدقيقة أثرت علينا كثيرًا. دُمّرنا بالكامل“.

في بلدة جنديرس في شمال سوريا، انُتشلَت رضيعة ولدت بأعجوبة تحت الركام، وبقيت متصلة عبر حبل السرة بوالدتها. التي قتلت بعدما دمر الزلزال منزل العائلة والسكان في جانبَي الحدود في العمل لمحاولة إنقاذ الناجين.

وفي هاتاي في جنوب تركيا عند الحدود مع سوريا، أنقذت طفلة تبلغ سبع سنوات بعد أكثر من 20 ساعة على الزلزال. وقالت لمسعف كان يحملها،أين أمّي؟“.


وعُثر على اللاعب الدولي الغاني السابق كريستيان أتسو البالغ 31 عامًا والذي انتقل مؤخرًا من الرائد السعودي إلى هاتاي سبور التركي. على قيد الحياة وسط الأنقاض في هاتاي، حسبما قالت سفيرة غانا لدى تركيا.

وأعلنت الأردن وإيران خصوصًا المملكة العربية السعودية التي لا تقيم علاقات مع النظام في دمشق منذ 2012. عن إرسال فرق إغاثة ومساعدا وتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي“.


واستجابت لنداء سلطات دمشق حليفتها روسيا التي وعدت بإرسال فرق إغاثةفي الساعات المقبلة“. في وقت أكد فيه الجيش أن أكثر من 300 عسكري روسي انتشروا في المنطقة التي يضربها الزلزال للمساعدة في عمليات الإنقاذ.

وبدورها تحركت الأمم المتحدة وشدّدت على أن المساعدة التي ستقدم يجب أن تذهبإلى كل السوريين على كامل الأراضيالسورية الخارج بعضها عن سيطرة الحكومة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن نقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا من خلال نقطة العبور الوحيدة المسموحة تأثرت جراء الزلزال. 

وصرح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي في مؤتمر صحافي في جنيف أنالعملية عبر الحدود نفسها تأثرت


وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن معبر باب الهوى نفسه لم يتضرر.

 وصرح ستيفان دوجاريك للصحافييننواصل استخدام معبر باب الهوى لأن منصة إعادة الشحن في الواقع سليمة“.


ومن جهته دعا الهلال الأحمر السوري الذي يعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، الولايات المتحدة. ودول الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على دمشق وطلب مساعدة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد).


وقد أعرب فيصل المقداد وكان وزير الخارجية السوري عن استعداد حكومة بلادهتقديم كل التسهيلات المطلوبة للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية“.

وفرّ نحو عشرين مقاتلا من تنظيم الدولية الإسلامية من سجن راجو العسكري ووسط الفوضى الناجمة عن الزلزال، من السجن تشرف عليه فصائل معارضة مؤيدة لتركيا.


في شانلي أورفا التركية، حولت السلطات قاعات رياضة ومدارس ومساجد إلى مراكز لإيواء الناجين. لكن، خشية من وقوع هزات جديدة فضل الكثير من السكان تمضية الليل في العراء.


وقال مصطفى كويونجو البالغ 55 عاما وقد جلس في سيارة العائلة مع زوجته وأطفالهما الخمسةهذا أسوأ زلزال يضرب المنطقة منذ ذلك الذي حصل في 17 أغسطس 1999 وبلغت قوته 7.4 درجات وتسبب بمقتل 17 ألف شخص في تركيا بينهم ألف في اسطنبول.
ووقع آخر زلزال بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في عام 1939 وتسبب بمقتل 33 ألف شخص في مقاطعة إرزينجان الشرقية“.


ويتوافد المسعفون، وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن حال الطوارئ أن 45 دولة عرضت المساعدة لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتأثرة بالزلزال.


فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن 19 دولة عضو بينها فرنسا وألمانيا واليونان. أرسلت إلى تركيا 1185 مسعفًا و79 كلبًا للمساعدة في عمليات البحث. أما في سوريا، فالاتحاد يتواصل مع شركائه في المجال الإنساني ويموّل عمليات الإغاثة.
ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركيبكل المساعدة اللازمة مهما كانت“.

 ووصل فريقان أميركيان يضم كل منهما 79 مسعفا إلى تركيا


وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تعمل مع شركاء لها في سوريا لتقديم المساعدة للمنكوبين. رغم أنها لا تعترف بالحكومة السورية في دمشق.

 وقال ستيفن ألين الذي يقود الاستجابة الميدانية في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو أس أيد). إن الوكالة تعيد توجيه المساعدة التي كانت تُقدّم أصلًا لدعم السوريين المتضررين من الحرب.
بدورها، أعلنت الصين الثلاثاء إرسال مساعدات بقيمة 5.9 ملايين دولار وعمال إغاثة متخصصين في المناطق الحضرية وفرقا طبية ومعدات طوارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى