ضربات أمريكية على 85 هدفا في العراق وسوريا
أعلن الجيش الأمريكي، الجمعة، شن ضربات جوية في العراق وسوريا استهدفت فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلحة متحالفة معه.
وأوضح الجيش الأمريكي، في بيان صادر عنه، أن المنشآت المستهدفة شملت مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ وطائرات مسيرة، مشيرًا إلى أن الضربات الجوية استخدمت فيها أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه.
وبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية، فإن الضربات التي بدأتها الولايات المتحدة على أهداف في العراق وسوريا ستكون على الأرجح بداية لسلسلة من الضربات الأمريكية واسعة النطاق على المليشيات المدعومة من إيران التي نفذت هجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وفقًا لاثنين من المسؤولين الأمريكيين.
وجاءت الضربات الانتقامية ردًا على غارة بطائرة دون طيار شنها مسلحون مدعومون من إيران على موقع عسكري أمريكي في الأردن يوم الأحد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الضربات من المرجح أن تكون أكثر دقة، بالنظر إلى الهجمات السابقة على المليشيات المدعومة من إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، التي ركزت في المقام الأول على مخازن الأسلحة أو مرافق التدريب.
لكن الإدارة الأمريكية «تريد ردع ووقف المزيد من الهجمات، مع تجنب اندلاع صراع واسع النطاق مع إيران في منطقة مضطربة بالفعل بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة»، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
وأشارت إدارة بايدن إلى أنه قد تكون هناك إجراءات إضافية في الأيام المقبلة؛ بحسب وزير الدفاع لويد أوستن الذي قال يوم الخميس إن الرد الأمريكي سيكون «متعدد المستويات»، مضيفًا: «لدينا القدرة على الرد عدة مرات، اعتماداً على الوضع».
وفي وقت سابق، قالت شبكة «سي إن إن»، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتعرض لضغوط متزايدة للرد على مقتل الجنود بطريقة توقف هجمات المليشيات إلى الأبد.
واستهدف المسلحون المدعومون من إيران المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا أكثر من 160 مرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما دعا العديد من المشرعين الجمهوريين الولايات المتحدة إلى ضربة داخل إيران مباشرة لإرسال رسالة واضحة.
لكنّ مسؤولي الإدارة الأمريكية كانوا واضحين في أن أي رد سيكون متناسبا، بحيث لا يؤدي إلى تصعيد الأمور في المنطقة، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الذي قال: «نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران، ولا نتطلع إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط».
وقال كيربي: «نعتقد أن الهجوم في الأردن تم التخطيط له وتوفير الموارد له وتسهيله من قبل مجموعة تسمى المقاومة الإسلامية في العراق، التي تضم مجموعات متعددة، بما في ذلك كتائب حزب الله».
ولم يصل إلى حد إلقاء اللوم بشكل محدد على كتائب حزب الله، أقوى مليشيا تدعمها إيران في العراق، قائلاً إنها ليست المجموعة الوحيدة المسؤولة عن الهجمات السابقة على القواعد الأمريكية، مضيفًا: «من المؤكد أن هذا يحمل سمات محددة لأنواع الأشياء التي تفعلها كتائب حزب الله».
ونفذ الجيش الأمريكي عدة ضربات استهدفت مستودعات الأسلحة التابعة لوكلاء إيران في العراق وسوريا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لكن لم تردع أي من تلك الضربات المسلحين الذين أدت هجماتهم الـ165 إلى إصابة أكثر من 120 من أفراد الخدمة الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
وأمضت إيران سنوات في الاستثمار في هذه الجماعات الإقليمية الوكيلة. والمعروفة بشكل غير رسمي باسم «محور المقاومة»، وتزويدها بالمال والأسلحة والتدريب. حيث سعت طهران إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط والضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة.
ومع ذلك، لم تسفر أي من الهجمات الأخرى التي شنتها الجماعات الوكيلة منذ أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل أفراد من الخدمة الأمريكية. إلا أن هجوم الأحد كان تصعيدا كبيرا يعتقد بايدن وفريق الأمن القومي التابع له أنهم مضطرون للرد عليه بقوة.