فقدان التعرف على الوجوه: هل يكشف عن اضطراب نفسي غريب؟
يعاني بعض الأشخاص من إحدى المتلازمات التي تؤثر على صحتهم النفسية، وتعتبر من الاضطرابات التي تؤثر على إدراكهم للأشخاص من حولهم، وتعرف الحالة بـ “متلازمة كابجراس”.
تعتبر متلازمة كابجراس اضطراباً نفسياً نادراً يتسبب في معاناة المريض مع توهمات عقلية تجعله يعتقد أن الأشخاص من حوله قد تم استبدالهم بأشخاص آخرين، غالباً ما يصفهم بأنهم محتالون. هذه الحالة تندرج تحت اضطرابات التوهم وقد تؤثر على كيفية إدراك الشخص لعلاقاته الاجتماعية والعاطفية. وقد ينتشر هذا الاضطراب بين الإناث أكثر من الذكور، بل وقد يصيب الأطفال في حالات نادرة.
متلازمة كابجراس
تجعل متلازمة كابجراس الشخص المصاب بها في حالة من الارتباك والقلق، لأنه يتوهم أن صديقه أو زوجته/ زوجها أو أحد الوالدين أو أي شخص قريب من العائلة، وحتى حيوانه الأليف، قد تم استبدالهم بشخص محتال يشبههم في المظهر، ويتم تصنيف مرض وهم كابجراس باعتباره متلازمة عدم التعرف الوهمية وهي نوع من المعتقدات الوهمية والتي تتضمن عدم التعرف على الأشخاص أو الأماكن أو الأجسام.
مرضى متلازمة كابجراس يواجهون أوهاماً غريبة تتسبب لهم في مشاعر الارتباك والقلق، حيث قد يتهم البعض شريكهم بأنه شخص غريب، وهو أمر يؤدي إلى توتر العلاقات. نتيجة لذلك، يشعر الشخص المريض بعدم الثقة في كل من حوله، بما في ذلك الحيوانات والأشياء اليومية.
أسباب متلازمة كابجراس
يوجد أكثر من سبب يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة كابجراس ، وتشير عديد من النظريات إلى حدوث تأثيرات مباشرة على الدماغ، وتشمل الأسباب المحتملة إصابات الدماغ أو الأمراض العصبية التي تؤثر على الذاكرة أو الإدراك، فمن الممكن أن تؤدي إصابة في القشرة الدماغية الصدغية إلى فقدان القدرة على التعرف على الوجوه المألوفة، وهي واحدة من السمات المشتركة مع متلازمة كابجراس.
وتعتبر الاضطرابات العصبية، مثل: مرض ألزهايمر، أو داء باركنسون قد تؤدي إلى تغييرات في كيفية معالجة الدماغ للمعلومات، مما يساهم في تطوير هذه الأوهام، وقد يتم ربطها ببعض الحالات النفسية مثل الفصام الهذياني أو الشيزوفرينيا، التي تتسبب في إدراك الواقع بشكل مغاير.
طرق علاج متلازمة كابجراس
لا يوجد علاج محدد للشفاء من متلازمة كابجراس، لكن تركز الخيارات الطبية على تحسين الأعراض، وذلك من خلال معالجة الأسباب الكامنة وراءها، وقد يشمل العلاج الأدوية المضادة للذهان للمصابين بالشيزوفرينيا، أو استخدام مثبطات الكولين أستيراز لمرضى ألزهايمر، وفي حالات الإصابة بإصابات دماغية، قد تكون الجراحة وإعادة التأهيل هي الخيار الأمثل.
ويمكن الاعتماد على العلاج السلوكي الذي يساعد المرضى في التفاعل مع معتقداتهم وأوهامهم بطرق منطقية، وتوجيههم إلى معالجة هذه الأفكار بشكل يتيح لهم التكيف مع الواقع المحيط بهم، ويعتبر العلاج بالتوجيه الواقعي أحد الأساليب الفعّالة، حيث يساعد المريض على إعادة الاتصال بالعالم الخارجي وتحسين فهمه لما يجري حوله.
إذا كنت قريب من أي شخص يعاني من هذه متلازمة كابجراس، يجب عليكم زيارة الطبيب المتخصص ليحدد العلاج المناسب، ويساهم في تحسين حالته الصحية.