اخترنا لكم

قطر ودعم العدوان والانتهاكات ضد سوريا

خورشيد دلي


لو ذكرت اسم قطر أمام أي سوري، سيقول لك دون تردد، وبشكل فوري، إنها شريكة تركيا في جميع عملياتها العدوانية ضد السوريين.

 لا سيما في المناطق التي يقطنها الأكراد عفرين ورأس العين – سريه كانيه وغيرها من البلدات والقرى التي تعرضت لاعتداءات تركية طوال السنوات الماضية.

وحقيقة، منذ تفجر الأزمة السورية، بدت قطر الدولة العربية الوحيدة التي تدعم السياسة العدوانية التركية في سوريا، وتقدم مختلف أشكال الدعم للجماعات المتطرفة والإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي شكلت مظلة سياسية لمعظم الجماعات المسلحة.

ولعل الأخطر من الدعم العلني القطري لسياسة تركيا العدوانية في سوريا، هو جملة الإجراءات والخطوات والممارسات التي تقوم بها جمعيات قطرية للجماعات المسلحة في المناطق ذات الهوية الكردية في شمال سوريا وشرقها، حيث ترك دعم هذه الجمعيات تداعيات خطرة على البنية الاجتماعية والثقافية في هذه المناطق، على شكل تغيير ديمغرافي واجتماعي.

في الواقع، رغم تجنب النظام القطري الحديث عن الدعم الكبير الذي تقدمه للعمليات العسكرية التركية في شمال سوريا وشرقها إلا أن مسؤولين أتراكا كثيرا ما كشفوا عن هذا الدعم، خاصة عندما وجه وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو باسم أردوغان الشكر لأمير قطر بسبب دعمه الكبير لعملية “نبع السلام” قبل نحو عام، تلك العملية التي انتهت باحتلال تركيا للمنطقة الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض، وتهجير قرابة ثلاثمئة ألف شخص، وكذلك كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في وقت سابق عن تنسيق أمني تركي – قطري بخصوص العمليات العسكرية التركية التي جرت في الشمال السوري.

في جميع الأحوال، ما تقدمه قطر من دعم لتركيا، شجع على نشر التطرف والإرهاب وارتكاب الجماعات المسلحة لانتهاكات جسيمة، وصلت إلى حد مستوى الجرائم ضد الإنسانية، كما جاء في تقرير لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا في سبتمبر / أيلول الماضي، ولعل ما شجع هذه الجماعات على التطرف والإرهاب وارتكاب الجرائم، هو الدور الذي قامت به العديد من الجمعيات القطرية التي عملت تحت عناوين أخلاقية ودينية وإنسانية، ومن أهم الجمعيات:

1- منظمة إعادة الأمل للأرامل: وقد نشطت هذه المنظمة بشكل كبير في عفرين، وقدمت الدعم المالي الكبير للمسلحين من جنسيات متعددة للاستيطان في عفرين تحت عنوان زواج الأرامل وتحقيق الاستقرار.

2- جمعية البنيان القطرية – التركية المشتركة التي تقول التقارير إنها شرعت في بناء مستوطنة في عفرين لتوطين المسلحين.

3- مؤسسة تآخ بلا حدود ذات الخلفية الإخوانية، إذ تقوم هذه المؤسسة بتنظيم دورات وندوات دورية لتدريب النساء والأطفال، وتلقينهم الأفكار المتشددة والمتطرفة تحت عناوين وشعارات دينية.

4- جمعية قطر الخيرية التي عملت بالتنسيق مع منظمة الإغاثة الإنسانية التركية لتقديم الدعم المالي للجماعات المسلحة والإرهابية، ولاسيما النصرة، وبسبب ذلك رفع الصحفي الأمريكي ماثيو شراير دعوى ضد بنك قطر الإسلامي بسبب دعمه لجبهة النصرة التي احتجزته لمدة 211 يوما قبل أن تفرج عنه.

5- جمعية الأيادي البيضاء: تدير هذه الجمعية من مكاتبها في إسطنبول وأنطاكية وغيرهما من المدن التركية، نشاطاتها الميدانية في المناطق السورية الواقعة تحت الاحتلال التركي.

 6- خطاب قناة الجزيرة الذي برر على الدوام الاعتداءات التركية في شمال سوريا وشرقها، وانتهج نفس الخطاب التركي في وصف المقاتلين الأكراد الذين ألحقوا الهزيمة بداعش في كوباني – عين العرب، ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي ألحقت هزيمة مدوية بداعش في الرقة والباغوز في ريف ديرالزور. في الواقع، منذ تفجر الأزمة السورية عام 2011، لعبت قطر دورا خبيثا في الأزمة السورية، وعملت منذ البداية على دعم جماعات الإخوان العسكرية والسياسية، وهو ما شجع هذه الجماعات على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات في المناطق التي احتلتها تركيا في شمال سوريا وشرقها، لا سيما ضد الأكراد، لأسباب تتعلق بالأجندة التركية، وقد ما جعل صورة قطر في نظر الأكراد السوريين صورة سوداوية، صورة الدولة التي مولت كل جرائم الاحتلال التركي ضدهم وشجع على نشر التطرف والإرهاب. واليوم مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، يسأل الكردي بشكل خاص والسوري بشكل عام، متى يسلط العالم الضوء على الدور القطري في كل ما حصل له من تهجير وقتل وانتهاكات يومية، بل متى يضع حدا لهذا الدور؟

نقلا عن العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى