لتخفيف الضغط على غزة.. حماس تحشد لفتح جبهة من جنوب لبنان
دعت حركة حماس في لبنان الاثنين الشباب الفلسطيني إلى الالتحاق بمجموعة ‘طلائع طوفان الأقصى‘ التي أعلنت تأسيسها للمشاركة في مواجهة الجيش الإسرائيلي، انطلاقا من جنوب لبنان، في خطوة تأمل من ورائها فتح جبهة جديدة تساعدها في تخفيف الضغط على مسلحيها في قطاع غزة، بينما يلتزم حزب الله اللبناني حتى الآن بعمليات محدودة ردا على الهجمات الاسرائيلية التي خلفت أزيد من 100 قتيل معظمهم من مسلحيه.
واتهمت المقاومة الفلسطينية حزب الله بخذلانها في الحرب الدائرة، بينما شدد الأمين العام للجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران على أن قرار عملية طوفان الأقصى كان قرارا فلسطينيا 100 بالمئة، ومثنيا على حماس والجهاد بينما يبقى قرار توسيع نطاق المواجهة بيد طهران التي قالت إنها لا ترغب في ذلك واكتفت بالتحذير والتهديد.
وأوضحت حماس أن ‘طلائع طوفان الأقصى‘ ليست “تشكيلا عسكريا”، في خطوة تتزامن مع تجدد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود بعد نهاية الهدنة في القطاع الفلسطيني. ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وترد عليه إسرائيل بهجوم مدمر على قطاع غزة، شارك الفصيل الفلسطيني في عمليات عدة انطلاقاً من جنوب لبنان، في إطار هجمات يومية يقودها حزب الله دعما لقطاع غزة و”تأييداً لمقاومته”.
وأعلنت حركة حماس في لبنان في بيان نشرته على حساباتها الرسمية “تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى“، داعية أبناء الشعب الفلسطيني الى الالتحاق بصفوفها.
وتأتي الخطوة، وفق البيان “تأكيدا على دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في مقاومة الاحتلال بكلّ الوسائل المُتاحة والمشروعة وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية”.
وأوضح عضو المكتب السياسي في حركة حماس رأفت مرة أن المجموعة “إطار شعبي تعبوي يهدف إلى حشد طاقات الشباب الفلسطيني من أصحاب الكفاءات المتعددة لخدمة القضية الفلسطينية”، مضيفا “كل من يجد أن لديه قدرات، يمكنه أن يتقدم بالتطوع والانتساب” الى المجموعة التي شدد على كونها “إطاراً شعبياً تعبوياً وليست تشكيلاً عسكرياً أو ذات طابع حربي”.
واختار حزب الله الانخراط في الحرب على قطاع غزة بشكل محدود لرفع العتب، فيما تجاوزت حصيلة قتلاه الـ100 قتيل رغم محدودية العمليات، ما أثار صدمة في صفوف أنصاره خاصة وأن الجماعة، التي تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، لطالما هددت بإزالة إسرائيل.
ويرى مراقبون أن أي هجمات تشنها الفصائل الفلسطينية من جنوب لبنان قد تكلّف لبنان خسائر كبيرة، في ظل التحذيرات الإسرائيلية من أن البلد سيدفع ثمن توسيع الحرب الدائرة في القطاع الفلسطيني.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها إلى لبنان السلطات اللبنانية إلى تكثيف جهودها لتفادي إنزلاق لبنان في دوامة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
بدورها حذرت الرئاسية الفرنسية في وقت سابق من مغبة “إعطاء أي فرصة تعيد لبنان مجددا إلى الحرب”، مذكّرة بالأزمات التي تعيشها البلاد التي لا تزال عالقة في متاهة الشغور الرئاسي.
ويقيم 250 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان معظمهم موزعون على 12 مخيماً ويقتصر النشاط العسكري للفصائل الفلسطينية وبينها حماس على المخيمات التي لا تدخلها القوى الأمنية اللبنانية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية “فتح” والسلطات اللبنانية.
ومنذ إطلاق عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل شاركت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في عمليات تسلل وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان استهلها حزب الله بقصف أهداف إسرائيلية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.
وتبنت كتائب القسام في 6 نوفمبر/تشرين الثاني إطلاق 16 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل وجنوب مدينة حيفا.
وتنضوي حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان إلى جانب حزب الله مع فيلق “القدس” الإيراني في غرفة عمليات مشتركة تنسّق عبرها تحركاتها.
وتردّ إسرائيل بقصف مناطق لبنانية حدودية مستهدفة ما تصفه بنية تحتية تابعة لحزب الله ما أدى إلى مقتل أكثر من 110 أشخاص، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله. وبين القتلى تسعة مقاتلين نعتهم حماس.
وكان النشاط العسكري الفلسطيني انطلاقا من الحدود اللبنانية في اتجاه إسرائيل أحد الأسباب الرئيسية للعمليات العسكرية المتكررة لإسرائيل في لبنان خلال السنوات الحرب الأهلية (1975-1991)، لا سيما في اجتياح 1982.
وشنّت حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول هجوما مباغتا داخل جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، أدى إلى مقتل نحو 1200. وفق السلطات الإسرائيلية.
وتعهّدت إسرائيل بالقضاء على حماس وشنّت قصفا مكثفا على قطاع غزة وبدأت عمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر/تشرين أكتوبر وأدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 15899 شخصا معظمهم من المدنيين. وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأحد.