ماذا يعني اغتيال الثلاثي الفلسطيني لمستقبل حماس؟
بعد نجاح إسرائيل في اغتيال صالح العاروري أحد أبرز قيادات الصف الأول في حركة حماس، لا تزال إسرائيل تسعى للقضاء على ثلاثة من أهم قادة الحركة الفلسطينية وهم: يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس، ومروان عيسى القائد الثاني، الذين يعتبرون المخططين والمنفذين لهجوم 7 أكتوبر الذي استهدف غلاف غزة وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
الثلاثي الأخطر
رغم محاولات إسرائيل المتكررة للتخلص منهم فإن القادة الثلاثة هم الأخطر، حيث يتميزون بحذر عالٍ سيتضاعف خلال الأيام التالية بعد مقتل صالح العاروري، خاصة مع عجز القوات الإسرائيلية في الصمود أمام شبكة الأنفاق المعقدة، إلا أن الإصرار الإسرائيلي على اغتيالهم يظهر واضحًا في تصريحات كبار القادة، خاصة أن الثلاثي الفلسطيني يشكلون مجلسا عسكريا سريا يدير العمليات العسكرية والسياسية للحركة حتى الآن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: إن إسرائيل لن تتوقف عن الحرب على غزة إلا بعد مقتل أو أسر هؤلاء القادة، مضيفا أنه علق ملصقا على جدار مكتبه يحمل صورا لمئات من قادة حماس مرتبين في شكل هرمي، ووضع علامة (إكس) على وجوه القتلى.
ونجا الرجال الثلاثة من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية في الماضي، ويعتقد أنهم يختبئون في الأنفاق تحت القطاع، ويتجنبون استخدام أيّ أجهزة إلكترونية خوفا من التعرض للتتبع.
اغتيال قادة حماس مهمة طويلة وشاقة
وتقول مصادر إسرائيلية وفلسطينية لـ«رويترز»: إن قتل الرجال الثلاثة قد يكون مهمة طويلة وشاقة، لكنه قد يشير إلى أن إسرائيل ستتحول من الحرب الشاملة إلى شن عمليات أقل ضراوة، ولا يعني هذا أن حرب إسرائيل ضد حماس سوف تتوقف.
وتقول إسرائيل: إن هدفها هو تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة المحتجزين وضمان عدم تعرض المنطقة المحيطة بغزة للتهديد أبدا بتكرار هجوم مماثل لما وقع في 7 أكتوبر؛ لذلك القضاء على قادة حماس ضروري.
وقال خبيران عسكريان لـ«رويترز»: إن قتل السنوار والضيف وعيسى سيسمح لإسرائيل بالإعلان عن تحقيق نصر رمزي مهم، ولكن تحقيق هذا الهدف سيتطلب وقتا طويلا وتكلفة باهظة، مع عدم وجود ضمانات لنجاحها فيه.
وقال مسؤولون أميركيون: إن إدارة الرئيس جو بايدن ترى أن القضاء على قادة حماس هدف قابل للتحقيق بالنسبة لإسرائيل أكثر بكثير من هدفها المعلن وهو القضاء على الحركة بالكامل.
مغامرة خطيرة
ويقول سعيد عكاشة الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: إن إسرائيل تحاول بشكل يائس إثبات قوتها وردعها بعد فشلها في منع هجوم 7 أكتوبر، وترى في قادة حماس الثلاثة هدفا رئيسيا لتحقيق ذلك.
ولكنه يضيف: أن إسرائيل تدخل في مغامرة خطيرة، لأن قتل هؤلاء القادة قد يؤدي إلى تفجير الوضع في غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، ويشعل موجة جديدة من المقاومة والانتفاضة ضد الاحتلال.
ويقول عكاشة: إن إسرائيل تدرك جيدًا أن اغتيال قادة حماس لن يمر مرور الكرام ولن ينهي وجودها أو نفوذها، بل قد يزيدها قوة وشعبية.
قتلهم لن ينهي حركة حماس
ويقول يواف شتيرن المحلل السياسي الإسرائيلي لـ«رويترز»: إن إسرائيل تتبع إستراتيجية طويلة الأمد لإضعاف حماس وتقليص قدراتها العسكرية والسياسية، وترى في قادة حماس الثلاثة عقبة كبيرة في تحقيق هذا الهدف.
ويضيف: أن إسرائيل تعتمد على معلومات مخابراتية دقيقة وتقنيات متقدمة لتتبع حركات هؤلاء القادة وتحديد مواقعهم، وتنتظر الفرصة المناسبة لضربهم.
ويقول شتيرن: إن إسرائيل تدرك أن قتل هؤلاء القادة لن ينهي حماس، لكنه سيحدث صدمة وفوضى في صفوفها، وسيفتح المجال لقيادات أقل خبرة وأكثر تطرفا، وسيمنح إسرائيل مزيدا من الزمن والمجال لتحقيق أهدافها الأمنية والسياسية.