مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي للسودان تتخطى حاجز الـ377 مليون درهم
منذ تأسيسها حتى اليوم، تجاوزت قيمة مساعدات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى السودان الـ377 مليون درهم، في وقت توجه القيادة الإماراتية بتوسيع عمليات الإغاثة في مواجهة التحديات الإنسانية بسبب الكوارث الطبيعية والأزمات المتلاحقة التي يعيشها البلد الإفريقي.
وشهد أغسطس الماضي، فيضانات ضخمة في السودان، أودت بحياة أكثر من 100 شخص، وأسفرت عن خسائر بالمليارات، في الوقت الذي تعاني فيه الخرطوم أزمة اقتصادية كبيرة على وقع الديون الضخمة التي خلفها نظام عمر البشير، والاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في أكتوبر من العام الماضي.
وبلغت قيمة البرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية والمشاريع التنموية التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي منذ تأسيسها قبل 37 عاماً وحتى الآن، 377 مليوناً و420 ألفاً و154 درهماً، استفاد منها 7 ملايين و403 آلاف و975 شخصاً، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وتنقسم المساعدات الإماراتية على عدة مستويات، حيث بلغت قيمة البرامج الإغاثية 85 مليوناً و839 ألفاً و504 دراهم، استفاد منها 4 ملايين و280 ألفاً و870 شخصاً، فيما بلغت قيمة مشاريع الهيئة في المجال الصحي 18 مليوناً و211 ألف درهم، استفاد منها 303 آلاف شخص، وفي مجال التعليم، بلغت التكلفة 16 مليوناً و313 ألفاً و541 درهماً، استفاد منها 257 ألفاً و792 شخصاً.
وفي مجال المياه وإصحاح البيئة، بلغت 21 مليوناً و595 ألفاً و675 درهماً، استفاد منها 414 ألفاً و380 فرداً، فيما بلغت تكلفة مشاريع الخدمات الاجتماعية التي تضمنت دعم الأسر المنتجة وصيانة وتأهيل المنشآت الاجتماعية 52 مليوناً و94 ألفاً و380 درهماً، استفاد منها 387 ألفاً و328 شخصاً.
وبلغت قيمة البرامج الموسمية (رمضان والأضاحي) والمساعدات المقطوعة 55 مليوناً و647 ألفاً و65 درهماً، استفاد منها مليون و751 ألفاً و583 شخصاً، أما تكلفة برامج كفالات الأيتام وأصحاب الهمم والأسر المتعففة فبلغت 127 مليوناً و718 ألفاً و962 درهماً، استفاد منها 8 آلاف و973 شخصاً في حين تكفلت الهيئة حالياً بـ 4 آلاف و878 يتيماً في عدد من الولايات السودانية عبر شركائها الإنسانيين على الساحة السودانية.
ورصدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مبلغ 50 مليون درهم لتعزيز استجابتها الإنسانية على الساحة السودانية خلال الفترة القادمة وتوفير المزيد من الاحتياجات والمعونات التي تتطلبها الأوضاع الإنسانية السائدة هناك.
ومن جانبه، أكد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، محمد عتيق الفلاحي، أنّ ما حققته الهيئة من إنجازات إنسانية وتنموية في السودان كان بفضل مبادرات القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل للأشقاء في السودان في المجالات كافة، مشدداً على أنّ تحركات الهيئة على الساحة السودانية تجد المتابعة والاهتمام من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة.
وقال: بفضل توجيهات ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عزّزت هيئتنا الوطنية وجودها في السودان خلال السنوات الماضية، ووسّعت نطاق عملها لتشمل المناطق الأكثر تضرّراً من الكوارث الطبيعية، ونفذت العديد من البرامج الإنسانية والتنموية التي ساهمت في تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل المتأثرين، مشيرا إلى أنّ مبادرات الهيئة ساهمت في تنوّع وجودة الخدمات المقدمة للمستهدفين وازدياد عدد المستفيدين من جهود الهيئة في السودان.
وأضاف: تمثل الساحة السودانية محطّ اهتمام هيئتنا الوطنية، ونعمل لتعزيز قدرة الأشقاء هناك على مواجهة ظروفهم الإنسانية، ولن نتوانى في تقديم كلّ ما من شأنه أن يلبّي احتياجات الأشقاء هناك.
وأشاد بدور شركاء الهيئة في السودان في إنجاح برامجها وأنشطتها المختلفة، وعلى رأسهم سفارة الدولة في الخرطوم والجهات الأخرى ذات الاختصاص.
وقال أمين عام الهلال الأحمر: إنّ الهيئة عملت في السودان ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى تأهيل البنية التحتية وإعادة إعمار ما خلفته الكوارث الطبيعية من دمار وأضرار بالمساكن والمنشآت والمباني العامة في قطاعي الصحة والتعليم والمساهمة في التنمية الاجتماعية والصحية والتعليمية في السودان، لأنّ الصحة والتعليم هما الركيزتان الأساسيتان لتنمية المجتمعات وتطورها في مختلف دول العالم، ومن هذا المنطلق كان تركيز هيئة الهلال الأحمر على قطاعي الصحة والتعليم.
وأكد أنّ الهيئة كانت على الدوام وسط الأشقاء في السودان تقدّم الدعم والمساندة للمتأثرين من كوارث الطبيعة، تقف إلى جانبهم وتشدّ من عضدهم وتخفف معاناتهم، وتعمل على تحسين سبل حياتهم وتعزز قدرتهم على مواجهة التحديات الإنسانية التي يواجهونها.
وأشار الفلاحي في هذا الصدد إلى البرنامج الإغاثي الذي تنفذه الهيئة حالياً لصالح المتضررين من الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت 16 ولاية سودانية من أصل 18.
وأضاف: كثفنا جهودنا في الفترة الماضية لإغاثة المتضررين وتوفير احتياجاتهم العاجلة، سواء من داخل الدولة أو من الأسواق المحلية في السودان، وعملنا من خلال تعاون مشترك مع شركائنا هناك على درء آثار الفيضان الصحية والبيئية، وما تزال برامجنا مستمرّة في هذا الصدد.