مفوض حقوق الإنسان يُحذر من خطر الإخوان
قال المفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف: إنّ الأزمة في السودان هي مأساة يبدو أنّها انزلقت إلى ضباب فقدان الذاكرة العالمي.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في تقريره عن الوضع في السودان، حسب بيان صدر أمس: إنّه منذ ما يقرب الـ (11) شهراً تخوض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وكذلك القوات التابعة لهما، صراعاً شرساً لا معنى له، وقد قتل فيه الآلاف، وإنّ المجلس وثق الانتهاكات التي وقعت في الحرب بشكل جيد، والتي تشمل الهجمات العسكرية وتدمير المباني.
وعبّر عن قلقه من تسليح المدنيين، في إشارة إلى حملات التجنيد والتسليح التي تنظمها الحركة الإسلامية (الكيزان) قائلاً: “ممّا يثير القلق التقارير التي تفيد بأنّ المدنيين يحشدون أنفسهم في إطار حركة المقاومة المسلحة الشعبية الجديدة، وهناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي ذلك إلى تشكيل ميليشيا مدنية مسلحة ليس لها سيطرة محددة، ممّا يزيد من فرص انزلاق السودان إلى دوامة حرب أهلية طويلة الأمد”، واستدرك قائلاً: “السيد رئيس مجلس السودان أصبح كابوساً حيّاً”.
وقال تورك: “تصرفوا باستمرار مع الإفلات من العقاب. وافتقار واضح للمساءلة عن الانتهاكات المتعددة التي ارتكبت. واستمروا في الركود في أيّ محادثات ومفاوضات من شأنها أن تحقق السلام والسلامة والكرامة التي يحتاجها شعب السودان بشدة”.
وأضاف: إنّ الحرمان المتعمد على ما يبدو من الوصول الآمن ودون عوائق للوكالات الإنسانية داخل السودان نفسه يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب. وأدعو مرة أخرى الأطراف المتحاربة إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية. بفتح الممرات الإنسانية دون تأخير قبل فقدان المزيد من الأرواح.
وحذّر من أنّ اضطرار أكثر من (8) ملايين شخص إلى الفرار داخل السودان. وإلى البلدان المجاورة، يشكل أزمة تقلب هذه البلاد رأساً على عقب. وتهدد بشدة السلام والأمن والأوضاع الإنسانية في جميع أنحاء المنطقة بأكملها.
وحث تورك جميع أطراف النزاع على اتخاذ خطوات فورية للتعاون مع بعثة تقصي الحقائق. كما حث الدول الأعضاء، وخاصة الدول المجاورة للسودان، على دعم العمل الحيوي للبعثة.