مكمل بسيط ضد التقدّم في العمر.. فيتامين D3 يثبت فعاليته علميًا

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد، أن تناول فيتامين D3 يوميا بجرعة مدروسة قد يسهم في إبطاء الشيخوخة البيولوجية، من خلال تقليل معدل تآكل التيلوميرات، وهي نهايات الكروموسومات المرتبطة بتقدم العمر.
الدراسة، التي استمرت 4 سنوات وشملت أكثر من ألف مشارك. قُسّم فيها المتطوعون إلى مجموعتين، تناولت الأولى 2000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين D3، فيما تلقت الثانية علاجًا وهميًا.
وأظهرت نتائج التحاليل أن المجموعة التي تناولت الفيتامين شهدت انخفاضًا أبطأ في طول التيلوميرات بنسبة لم تتجاوز 7% خلال مدة الدراسة. مقارنة بانخفاض بلغ 28% لدى المجموعة الأخرى.
وتعليقًا على النتائج، أوضحت الدكتورة جوان مانسون، رئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى بريغهام والنساء وعضو الفريق البحثي. أن هذه أول دراسة عشوائية واسعة النطاق توثق التأثير الوقائي لفيتامين D على التيلوميرات، مشيرة إلى أن الفيتامين قد يسهم أيضًا في تقليل الالتهابات وخطر الأمراض المزمنة المرتبطة بتقدم السن، كأمراض السرطان واضطرابات المناعة.
بدوره، أكد الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور هايدونغ تشو، أن النتائج تقدم أدلة واعدة حول تأثير فيتامين D على المستوى الخلوي. لكنها تستدعي مزيدًا من الأبحاث الطويلة التي تشمل عينات أكثر تنوعًا من حيث الجنس والأعراق.
ويُعتقد أن فيتامين D يعزز نشاط إنزيم “تيلوميراز”، الذي يساعد في الحفاظ على التيلوميرات. كما يسهم في التخفيف من الإجهاد التأكسدي داخل الجسم.
-
أطباء الجلد يجيبون: هل أقنعة الكولاجين حقًا مفيدة للبشرة؟
-
إنجاب الأطفال وتأثيره على الشيخوخة.. حماية أم استنزاف
ورغم الفوائد الملحوظة، حذر الباحثون من الإفراط في تناول الفيتامين دون إشراف طبي، مؤكدين أن الجرعة المستخدمة في الدراسة (2000 وحدة يوميا) تفوق الحد اليومي الموصى به. لكنها تظل ضمن المستويات الآمنة التي لا تتجاوز 4000 وحدة دولية.
ويُشار إلى أن الدراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية. وقد حظيت بتمويل جزئي من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.
كشفت دراسة حديثة أن الإنسان يمر بمرحلتين رئيسيتين من التغيرات الجزيئية السريعة المرتبطة بالشيخوخة، إحداهما تحدث في الأربعينات من العمر، والأخرى في الستينات.
-
جرعة من هذا الفيتامين تفتح أفقًا جديدًا لعلاج التصلب المتعدد
-
«يوغا الوجه».. هل هي فعالة ضد الشيخوخة؟
وتوضح الدراسة التي نُشرت في مجلة (Nature Aging) أن الشيخوخة ليست عملية تدريجية. كما كان يُعتقد سابقًا، بل تتضمن ذروتين واضحتين تحدثان في مراحل محددة من الحياة.
الشيخوخة المبكرة تبدأ في منتصف العمر
بحسب موقع (Health)، في منتصف الأربعينات من العمر. تبدأ تغيرات جزيئية دراماتيكية تؤثر على مختلف أعضاء الجسم، مثل القلب والعضلات والجلد.
هذه التغيرات ليست مقتصرة على النساء أو مرتبطة فقط بمرحلة انقطاع الطمث. بل تشمل الرجال أيضًا، مما يجعلها ظاهرة تحتاج إلى المزيد من البحث لفهم أسبابها وتأثيراتها بشكل أفضل.
مايك سنايدر، مدير مركز الجينوم والطب الشخصي بجامعة ستانفورد، قال: “نشهد تحولات جزيئية كبيرة تحدث في الأربعينات وأوائل الستينات، تؤثر على مختلف وظائف الجسم.”
-
تغير الساعة البيولوجية بعد الستين: تأثيرها على الصحة وطول العمر
-
فيتامين “سي”.. سلاح فعال ضد الشيخوخة
احذر العمرين 44 و60
تُظهر الدراسة، التي أُجريت على عينات دم وبراز .ومسحات أنفية وفموية لـ108 مشاركين تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عامًا، أن التغيرات الجزيئية الكبرى تحدث في مرحلتين رئيسيتين:
- منتصف الأربعينات (44 عامًا): ترتبط التغيرات في هذه المرحلة بتمثيل الغذاء، خاصة الكحول والكافيين، بالإضافة إلى صحة القلب والجلد والعضلات.
- أوائل الستينات (60 عامًا): تتعلق التغيرات بتمثيل الكربوهيدرات والكافيين، مع تأثيرات ملحوظة على الجهاز المناعي ووظائف الكلى، إلى جانب صحة الجلد والعضلات.
كيف تؤثر الشيخوخة على الصحة؟
أوضح الباحثون أن هذه التغيرات الجزيئية قد تؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على معالجة الكافيين والكحول، مما يعني أنه من الأفضل تقليل استهلاك هذه المواد مع تقدم العمر.
كما تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب في الأربعينات والستينات. مما يستدعي اتخاذ خطوات وقائية مبكرة.
الدكتور شياوتاو شين، المشارك الرئيسي في الدراسة. أكد أن التغيرات الجزيئية في الأربعينات ليست ناتجة فقط عن العوامل الهرمونية. بل تتأثر أيضًا بعوامل أخرى تتطلب مزيدًا من البحث العلمي.
-
اختبار منزلي بسيط يكشف: هل بدأت علامات الشيخوخة مبكرًا؟
-
مشروع ثوري.. إنتاج خلايا بشرية مقاومة للفيروسات والشيخوخة والسرطان
كيف يمكن إبطاء الشيخوخة والتخفيف من أثرها؟
رغم أن الشيخوخة عملية طبيعية لا يمكن إيقافها. فإن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في إبطاء تأثيراتها السلبية.
ووفقًا للخبراء، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:
- النشاط البدني المنتظم: ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحة القلب والعضلات.
- التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات لتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
- النوم الكافي: الحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميًا لتعزيز وظائف الجسم.
- إدارة التوتر: تقليل مستويات التوتر من خلال التأمل أو الأنشطة المريحة.
- التوقف عن التدخين وتقليل الكحول: لتقليل التأثيرات السلبية على الكبد والجهاز المناعي.
تسلط الدراسة الضوء على أهمية الاستعداد لمراحل الشيخوخة، خاصة في منتصف الأربعينات وأوائل الستينات، من خلال تبني أسلوب حياة صحي. ومع تقدم العلم، يمكن أن تساعد الأبحاث المستقبلية في تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذه المراحل بفعالية أكبر.
-
الريتينول في طبقك.. هل تغنيك الأطعمة عن الكريمات؟
-
كيف تدعم الفواكه المجففة مناعة كبار السن وتحافظ على صحتهم؟
-
الإجهاد المتكرر يسرع من شيخوخة العين