ملامح انهيار تحالف حزب الله وباسيل
ملاسنات تتصاعد مع اقتراب تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر أكثر من الانهيار التي انتقلت من القواعد الشعبية لكليهما إلى السياسيين. خاصة من قبل قادة في التيار على خلفية قضايا خلافية بينها الشغور الرئاسي والاجتماع الأخير لحكومة تصريف الأعمال. بعد أن ضمنت الجماعة الشيعية النصاب القانوني لعقدها في خطوة. أشعلت غضب زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي هاجم بشدة حليفه واتهمه بالخيانة.
كما رد حزب الله اليوم الخميس على باسيل الذي اتهمه قبل يومين بنكث عهوده ووصل في انتقاداته لحليفه السابق حدّ التخوين على خلفية عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال. بينما لم يسلم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أيضا من انتقاداته حيث وصفه بـ”خادم’ حزب الله.
كما رفض حزب الله اتهامات باسيل واعتبر أن تخوينه للحزب أمر غير مقبول. لكنه حرص في الردّ على لهجة هادئة بينما يحاول تفادي الصدام مع القوى السياسية في الظرف الراهن والحفاظ على مسافة أمان في توضيح الادعاءات.
وقال مكتب العلاقات الإعلامية في الحزب، إنه لم يقدم وعدا لأي طرف سياسي بأن حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد توافق كل مكوناتها.
مضيفا “ما قلناه بوضوح هو أن حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. وفي حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوناتها ولم نقل إن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها”.
وتابع أنه لم يقدم للتيار الوطني الحر وعدا بأنه لن يحضر جلسات طارئة لحكومة تصريف الأعمال إذا غاب عنها وزراء التيار.
مضيفا أن “مسارعة بعض أوساط التيار إلى استخدام لغة التخوين. والغدر والنكث خصوصا بين الأصدقاء هو تصرّف غير حكيم وغير لائق”.
ويبدو أن موقف باسيل يذهب إلى أبعد من مجرد عقد حكومة تصريف الأعمال لجلسة شارك فيها حزب الله. إلى مسائل أخرى تتعلق بالشغور الرئاسي وبموقف حزب الله في حدّ ذاته من ترشح محتمل لزعيم التيار الوطني الحر.
وقالت الجماعة الشيعية ردا على هذه التخمينات “إنّ إعطاء مشاركتنا في الجلسة تفسيرات سياسية على سبيل المثال رسالة ساخنة. في قضية انتخاب الرئيس أو الضغط على طرف سياسي في الانتخابات الرئاسية أو استهداف الدور المسيحي كلها أوهام”.
ويوم الثلاثاء الماضي عقد باسيل مؤتمرا صحافيا انتقد فيه بشدة عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال واعتبر أن ذلك يشكل “إعداما للدستور وضربة قاتلة للطائف وطعنة باتفاق وطني حصل وأعلن عنه في مجلس النواب”.
وقال باسيل في تصريحات صحفية نقلتها قناة الجديد: إنّه “لا شرعية لأيّ سلطة تناقض العيش المشترك، ولا قيمة ولا قيامة لأيّ تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية”.
وأضاف أنّ “الشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء”. مردفاً أنّه “إذا كان أحد يظن أنّه يضغط علينا في الموضوع الرئاسي، نقول له إنّه لن يجدي ذلك، وهذا الأمر يؤدي إلى تصلب أكثر”.
وأشار رئيس التيار إلى أنّه قد “حصل اتفاق مسبق على جلسة الاثنين (الجلسة الحكومية)، ولو لم يحصل ذلك، لما تجرأ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الدعوة”، قائلا “مشكلتنا ليست معه (ميقاتي)، بل مع مشغليه”، في إشارة إلى الثنائي حزب الله وحركة أمل.
وعلى ضوء الملاسنات الأخيرة والتصعيد من قبل التيار الوطني الحر، بات واضحا أن التفاهم السياسي الذي ساعد حزب الله على تعزيز نفوذه وتقوية موقعه السياسي، على حافة التفكك. لكن الجماعة الشيعية تحرص في الوقت ذاته على أن تحافظ على هذا التفاهم.
وتقول مصادر سياسية أيضا إن باسيل بحاجة إلى الإبقاء على هذا التفاهم لأنه يدرك أن انهيار التحالف مع قوة مثل حزب الله قد يكلفه غاليا.