سياسة

هل انتهت حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط؟


أعاد “المركز العربي لدراسات التطرف” الحديث عن الإسلاموية في منطقة الشرق الأوسط. داحضاً الكثير من المزاعم الغربية حول انتهاء الحركات الإسلامية. من خلال نشره مقالاً للكاتب ستيفن كوك حول الموضوع في مجلة “فورين بوليسي”.

وأورد المركز في المقال المترجم الذي نشره عبر موقعه الإلكتروني: “إنّ الأعوام القليلة الماضية لم تكن جيدة بالنسبة إلى الإسلاميين، لكنّ الإسلاموية لم تمت، بل على العكس تماماً. ونظراً للظروف السياسية والاجتماعية السائدة في الشرق الأوسط. يبدو من المرجح أن تشكل الإسلاموية ـ وخاصة جناحها المتطرف ـ تحدّياً أكبر للأنظمة في جميع أنحاء المنطقة”.

وأكد المقال أنّه بعد الانتفاضات التي أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا واليمن. كان الرأي العام السائد في واشنطن وأماكن أخرى، هو أنّ الإسلاميين يستعدون لحيازة السلطة في مجتمعات أكثر انفتاحاً وديمقراطية في مختلف أنحاء المنطقة، مثل كل شيء آخر تقريباً في تلك الفترة. تبين أنّ القليل من التوقعات كان صحيحاً. في تموز (يوليو) 2021 كانت حركة النهضة التونسية هدفاً رئيساً لانقلاب الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي أدى إلى حل البرلمان ـ حيث كان الإسلامي راشد الغنوشي رئيساً له ـ وتعليق أجزاء من الدستور. ومنذ ذلك الحين عزز الرئيس التونسي سلطته بشكل أكبر. بعد فترة وجيزة من بدء سعيّد في التراجع عن عملية الانتقال المتعثرة إلى الديمقراطية في بلاده. على الرغم من أنّها واعدة، أجرى المغرب انتخابات عامة، وهناك، تم القضاء تقريباً على الإسلاميين المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية. لقد خسروا (113) مقعداً من أصل (125) في البرلمان. وقد أنهوا بذلك تجربة البلاد التي استمرت عقداً من الزمن مع حكومة يقودها الإسلاميون”.

بطبيعة الحال، ظل الإسلاميون في مصر هاربين منذ عام 2013. لقد قُتلوا أو سُجنوا أو يعيشون في المنفى في لندن والدوحة، مع محاولة واشنطن وإسطنبول تصعيد المعارضة ضد الحكومة المصرية دون تأثير يذكر. 

وتابع المركز: “ليس هناك شك في أنّ النكسات التي يواجهها الإسلاميون حقيقية. ولكنّ المبدأ التوجيهي الذي تشترك فيه جميع هذه الجماعات هو أنّ الوقت ما زال في أيديهم. قد يبدو أنّهم فقدوا طريقهم وأهميتهم في الوقت الحالي. لكنّهم سوف يتكيفون ويتطورون؛ بمعنى آخر، من غير المرجح أن يتخلوا عن نضالهم الآن. وعلى الرغم من أنّ الأمر قد يبدو غريباً بالنسبة إلى المراقبين غير الخبراء. إلا أنّ هناك طرائق تساعد بها الأنظمة في الشرق الأوسط الإسلاميين فعلياً.

إنّ جميع مشاكل السياسة العربية التي جعلت الإسلاميين جذابين في المقام الأول ما تزال موجودة أو تتفاقم تدريجياً مع عودة ظهور الاستبداد. وتظل الفرص الاقتصادية محدودة. وسبل التعبير السياسي مغلقة، وليس لدى القادة رؤية جذابة عاطفياً للمستقبل. والوحشية هي السمة المميزة للسيطرة السياسية، وما دامت هناك فجوة مستمرة بين ما تعد به الحكومات .وما يعيشه الناس في حياتهم اليومية، فسوف يتمتع الإسلاميون دائماً بفرص محتملة.

وختم المركز دراسته بالقول: “أيّها الدبلوماسيون والخبراء. احذروا…، إنّ الإعلان عن زوال الإسلام السياسي تقدير مبالغ فيه. وينذر بالتحول إلى ادعاء أمريكي سيّئ آخر بشأن الشرق الأوسط”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى