مجتمع

هل حفلات الطلاق “انتقام” أم “فرحة” مشروعة؟ الجدل مستمر


تزايدت، في الآونة الأخيرة، ظاهرة حفلات الطلاق في المجتمعات العربية، فلم تعد مجرد حالات فردية تطل هنا أو هناك على استحياء بوصفها “بدعة اجتماعية” دخيلة، وإنما أخذت تتوسع وتلقى “قبولا” أو على الأقل “تفهما” متزايدا. 

هكذا لم يعد الطلاق  حدثا مؤسفا حزينا يُجْتَرّ وسط آلام الروح الصامتة على نحو يستدعي المواساة والتعاطف، بل تطورا مبهجا يتطلب “احتفالا” من منظور العديد من السيدات اللواتي يقدمن عليه بسعادة غامرة، على الأقل ظاهريا. 

مقاطع مصورة تنتشر بين الحين والآخر عبر منصات التواصل لهذه السيدة، أو تلك وهي تحتفل بـ”أبغض الحلال” في تجمع قد يكون نسويا بحتا أو بمشاركة الجنس الآخر كذلك..

لكن المؤكد أنه لا يخلو من طقوس إرسال بطاقات الدعوة والموسيقى والرقص وتوزيع الحلوى وتقديم المشروبات، فيما تنطلق الزغاريد أحيانا. 

وترى الدكتورة غادة السمان، أخصائية في الطب النفسي الإكلينكي، أن “حفلات الطلاق ظهرت في بداية الأمر باعتبارها نكتة أو خيالاً مفرطاً عبر فيلم (حلاق السيدات)، إنتاج 1960، بطولة استيفان روستي وزينات صدقي وإسماعيل ياسين..

لافتة في تصريح إلى أن “الأمر تحول مؤخرا إلى واقع مؤسف وسلوك غير صحي بالمرة على المستوى النفسي”. 

وتوضح أن “الزوجة قد تحتفل بخلاصها من علاقة زواج سامة نغصت عليها حياتها، وتعرضت فيها لكافة أنواع الأذى، ما قد يجعل الأمر مبررا للوهلة الأولى”، مشيرة إلى أن ” تلك الزوجة تتألم في أعماقها بسبب فشل تجربتها، وتلجأ إلى الاحتفال الصاخب للتغطية على معاناتها الدفينة”.  

ويتردد اسم السعودية “أميرة الناصر” التي تعد من “رائدات” هذا التوجه، حين ارتدت في فبراير 2020 فستان الزفاف الأبيض الذي يحمل لمسات مصمم سعودي، وكان من المفترض أن ترتديه في عيد زواجها، ولكنها ارتدته احتفالا بطلاقها، ووثقت الحدث عبر منصة إكس، تويتر آنذاك.

وتوجهت “أميرة” بالنصيحة إلى كل امرأة مرت بتجربة مشابهة بألا “تقف حياتها على شخص واحد”، مضيفة: “اعتبريه مات”. 

 وقبل هذا التوقيت بعامين، احتفلت طبيبة الأسنان أوليفيا حنا، وهي مصرية مقيمة بالولايات المتحدة، بطلاقها عبر حفل صاخب في واشنطن، مرتدية فستان الزفاف الأبيض وهي ترقص مع صديقاتها أمام قالب “حلوى الطلاق”.

مقطع الفيديو الذي نشرته أوليفيا أثار جدلا واسعا، ما جعلها تبرر سلوكها قائلة لأحد البرامج التلفزيوينة: “عشت تجربة زواج مريرة.. ومن حقي أن أحتفل ببداية حياة جديدة”. 

ويلاحظ عاملون في محلات الزهور والحلويات في الأردن أنه كثيرا ما تطلب السيدات اللواتي يحتفلن بطلاقهن كتابة عبارات مستفزة للطرف الآخر كنوع من المكايدة والتركيز على تلك العبارات في أثناء تصوير مقاطع الفيديو. 

وتبرر إحدى العراقيات إقبالها على هذا السلوك بأنها “أرادت أن ترسل برسالة لزوجها الذي كان يمارس العنف لفظيا وجسديا بحقها”، فيما تتزين النساء في موريتانيا، ويزركشن أياديهن بالحناء، وتصدح أصواتهن بالغناء وكأنهن في حفل زفاف، لكن الحقيقة أنهن يحتفلن بطلاق صديقة لهن. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى