سياسة

واشنطن تضغط على البرهان للمشاركة في مفاوضات جنيف


 قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أكد في اتصال هاتفي الاثنين مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان على ضرورة مشاركة الجيش السوداني في محادثات وقف إطلاق النار هذا الشهر في سويسرا بعد سياسة المناورة والرفض التي يمارسها البرهان فيما وصف بأنه ضغط أميركي غير مسبوق على قادة الجيش لانهاء القتال وفسح المجال نحو الحلول السياسية.

وقال رئيس مجلس السيادة في وقت لاحق على إكس “تلقيت اتصالا من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدثت معه عن ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات. وأبلغته بأن المليشيا المتمردة تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم”.

وردا على دعوة حديثة لحضور مفاوضات جنيف، قالت الحكومة السودانية أنها “أوضحت أن أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني”.

لكن الحكومة طلبت عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين لمناقشة جدول أعمال المحادثات حيث أن الضغوط الأميركية تدفع قادة الجيش لتقديم تنازلات والتخلي عن سياسة التشدد ورفض الحوار مع الدعم السريع الذي بات يملك قوة ميدانية على الأرض وتمكن من الانتصار في العديد من الجبهات خاصة دارفور.
ومن المتوقع أن تكون محادثات جنيف، التي وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة كبرى منذ أشهر للتوسط بين الجانبين المتحاربين لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.
والشهر الماضي جرت في جنيف مناقشات أولية بين الطرفين المتحاربين في السودان ومبعوث الأمم المتحدة، الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة، ركزت على المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

وتأني الضغوط الأميركية بعد أيام من محاولة اغتيال بمسيرة تعرض لها البرهان خلال عرض عسكري.
ولا تزال التبعات الإنسانية للحرب في السودان مستمرة حيث استُهدف مخيّم زمزم للنازحين في دارفور بضربات جوية ليل الأحد بعد أيام على إصدار هيئة مدعومة من الأمم المتحدة تقريرا يفيد بأن الحرب في السودان تسببت بمجاعة فيه، وفق ما أفادت الإثنين منظمتان غير حكوميتين.
وقالت “أطباء بلا حدود” في بيان إنّ “مخيّم زمزم قصف مساء الأحد”.
من جهتها أشارت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور إلى قصف “الطيران الحربي مخيم زمزم للنازحين” الذي يؤوي ما بين 300 ألف و500 ألف نازح.

والجيش السوداني هو الطرف الوحيد الذي يمتلك طيراناً حربياً وبالتالي فانه المتهم الأول وربما الوحيد في ارتكاب تلك المجازر. ومن بين هؤلاء النازحين كثر ممّن فرّوا من المعارك الضارية التي تشهدها مدينة الفاشر المجاورة، عاصمة ولاية شمال دارفور.

والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وقد ظلت بمنأى نسبيا عن القتال لفترة طويلة.
وأفادت المنسقية بأن ضربات الأحد دمرت 20 منزلا و”جرحت أربعة أطفال” وأدت إلى “حالة من الخوف والهلع وسط النازحين في المخيم”.

وتأتي الضربات بعد بضعة أيام على إصدار هيئة تدعمها الأمم المتحدة تقريرا يفيد بان المخيم يشهد مجاعة. وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن “المجاعة لا تزال مستمرة في تموز/يوليو 2024 في مخيم زمزم”.
وأشارت إلى أن “العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الانسانية”.
واندلعت المعارك في السودان في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
والمعسكران متّهمان بارتكاب جرائم حرب وبالاستهداف المتعمّد لمدنيين وبإعاقة وصول المساعدات الإنسانية.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ومع انزلاق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ”واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة”، تم تعليق غالبية عمليات الإغاثة بسبب العنف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى