سياسة

اسرائيل تبدأ المرحلة الثانية من الهجوم البري


ذكرت إسرائيل أنها دخلت “المرحلة التالية” من الحرب المستمرة منذ ستة أسابيع على حركة حماس، حيث تبدل التركيز إلى جنوب قطاع غزة المحاصر. بينما أغار مظليون إسرائيليون على ما يصفونها بمنازل مسؤولين بارزين لحماس في شمال غزة، في إطار توسيع العمليات العسكرية في القطاع.

وتستعد إسرائيل لتوسيع هجومها على حماس ليشمل جنوب قطاع غزة بعد أن أدت غارات جوية إلى مقتل عشرات الفلسطينيين كانوا يحتمون في مدرستين، بينما نفى البيت الأبيض معلومات أوردتها واشنطن بوست عن وجود اتفاق للإفراج عن أسرى إسرائيليين بقطاع غزة مقابل وقف القتال لخمسة أيام.

وقال الجيش الإسرائيلي في تحديث للعمليات العسكرية إن مظليين إسرائيليين وقوات أخرى قامت بعملية في منطقتي الشيخ عجلين والرمال في شمال غزة “من أجل تحديد البنية التحتية وأصول حماس وتدميرها”.

وأضاف “عثر الجنود على حوالي 35 فتحة نفق إضافة إلى عدد كبير من الأسلحة والقضاء على إرهابيين”. متابعا أنه “توجد في منطقة الرمال مساكن لكبار مسؤولي حماس“.

وأفاد أن القوات عثرت أيضا على قاعدة عسكرية تنتمي لوحدة الاستخبارات العسكرية لحماس، إضافة إلى مخازن ذخيرة وسبع منصات لإطلاق الصواريخ. ولم يتم التحقق من مزاعم إسرائيل بشكل مستقل.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى واثنان من كبار المسؤولين السابقين إن التقدم الإسرائيلي المتوقع في جنوب غزة قد يكون أكثر تعقيدا ودموية من الشمال مع وجود المسلحين داخل منطقة خان يونس.

وبعد إسقاط منشورات الأسبوع الماضي، أصدرت إسرائيل السبت تحذيرا جديدا للمدنيين في أجزاء من جنوب غزة وطالبتهم بضرورة الانتقال إلى أماكن أخرى بينما تستعد لهجوم على هذا الجزء من القطاع الساحلي الصغير، بعد السيطرة على الشمال.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إن إسرائيل قصفت مدرستين تابعتين للوكالة في الشمال. وأضاف أن أكثر من 4000 مدني كانوا يحتمون في إحداها.

وأضاف “وردت أنباء عن مقتل العشرات بينهم أطفال… للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة لم تسلم المدارس (من القصف). كفى، يجب أن تتوقف هذه الفظائع.”

ونفى البيت الأبيض السبت معلومات عن وجود اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس من شأنه إتاحة الإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بقطاع غزة في مقابل وقف القتال لخمسة أيام.

وذلك ردا على تقرير لصحيفة واشنطن بوست حول اتفاق مبدئي قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون عبر منصة إكس “لم نتوصل إلى اتفاق بعد لكننا نواصل العمل الجاد توصلا إلى اتفاق”.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية السبت عن “مصادر مطلعة” أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق مبدئي بوساطة أميركية من شأنه إطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بغزة في مقابل وقف الأعمال القتالية مدة خمسة أيام.

وذكرت أن إطلاق سراح الرهائن قد يبدأ في غضون أيام ويؤدي إلى أول توقف في النزاع الحالي بغزة، في حال تم الالتزام بالاتفاق التفصيلي الواقع في ست صفحات.

ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تسمها أن جميع الأطراف سيوقفون العمليات القتالية مدة خمسة أيام على الأقل بينما يتم إطلاق سراح بعض الرهائن على دفعات، على أن تكون هناك مراقبة جوية لتوقف القتال.

ويستمر الجيش الإسرائيلي في اقتحام قطاع غزة بلاهوادة، وقال متحدث باسم سلطات حماس في غزة إن 200 شخص قتلوا أو أصيبوا في المدرسة. فيما ذكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي تسيطر حكومته على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، السبت إن “المئات من المهجرين قسرا من بيوتهم قتلوا” في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في غزة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ أن قتل مسلحو الحركة 1200 شخص وأخذوا 240 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

ومع دخول الحرب أسبوعها السابع، أعلنت السلطات في قطاع غزة ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي إلى 12300، من بينهم 5000 طفل.

ودعا عباس السبت الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التدخل الفوري لوقف العملية الإسرائيلية في غزة. وقال في خطاب بثه تلفزيون فلسطين “إن المجازر الرهيبة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وآخرها … في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر، والتي أودت بحياة المئات من المهجرين قسرا من بيوتهم، تدعوني مرة أخرى أن أطالبكم وقادة العالم لتحمل المسؤولية لوقف هذا العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا”.

ويتطلع بايدن الذي يعارض وقف إطلاق النار إلى نهاية الصراع، وقال في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست إن السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم غزة والضفة الغربية في نهاية المطاف.

وردا على سؤال حول اقتراح بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في تل أبيب إن السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي ليست قادرة على الاضطلاع بالمسؤولية عن غزة. ولم تكشف إسرائيل عن استراتيجية فيما يتعلق بغزة بعد الحرب.

في حين يستعد الجيش الإسرائيلي إلى التحرك جنوبا، اتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش بإجلاء معظم العاملين والمرضى والنازحين قسرا من مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في شمال غزة، وتركهم يقطعون مسارات محفوفة بالمخاطر نحو الجنوب سيرا على الأقدام.

ونفت القوات الإسرائيلية الاتهامات وذكرت أن عمليات الإجلاء طوعية. وقال المتحدث العسكري الأميرال دانيال هاجاري إن إسرائيل فتحت ممرا آمنا للمدنيين الذين كانوا في المستشفى للذهاب جنوبا بناء على طلب مدير المستشفى.

وسيطرت القوات على المستشفى قبل أيام خلال هجومها على شمال غزة. قائلة إنه يخفي مركز قيادة تحت الأرض لحماس.
وقد يجبر هذا الهجوم مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة في الشمال على الفرار مجددا مع سكان خان يونس. وهي مدينة يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة. ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية الحادة.

وأدى الصراع بالفعل إلى نزوح نحو ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

قال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن 26 فلسطينيا .قُتلوا وأصيب 23 في قصف جوي إسرائيلي على شقتين بمبنى متعدد الطوابق في حي سكني مكتظ في خان يونس ليل السبت.

وقال فلسطيني يدعى إياد الزعيم لرويترز إنه فقد خالته وأبناءها وحفيدا لها في القصف الجوي في خان يونس. وإنهم جميعا كانوا ضمن من نفذوا أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة ليموتوا في المكان الذي قال لهم الجيش إنه سيكون آمنا.

ومن أمام مشرحة مستشفى ناصر في خان يونس حيث كانت ترقد 26 جثة قبل أن ينقلها ذووهم لدفنها، أشار الزعيم إلى أن هؤلاء الذين قتلوا لم يكن لهم أي صلة بحماس. وعلى بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، قالت سلطات الصحة إن ستة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في دير البلح.

وقال شهود ومسعفون إن غارة جوية إسرائيلية ثالثة وقعت بعد ظهر السبت أسفرت عن مقتل 15 فلسطينيا في منزل غربي خان يونس بالقرب من ملجأ للنازحين. بينما تتذرع إسرائيل بأن حماس تخفي عادة مقاتليها وأسلحتها في المباني السكنية وغيرها من المباني المدنية، وهو ما تنفيه الحركة.

ولم يذكر بيان أصدره الجيش تفاصيل أكثر من أن القوات الجوية قصفت خلال الساعات الأربع .والعشرين المنصرمة عشرات الأهداف في غزة. بما في ذلك مسلحون ومراكز قيادة ومواقع إطلاق صواريخ ومصانع ذخيرة. وقالت إسرائيل إن خمسة من جنودها قتلوا في غزة منذ الجمعة ليرتفع عدد قتلاها العسكريين منذ بدء الهجوم البري على القطاع إلى 57.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى