سياسة

حصار إسرائيلي يشمل مستشفيات شمال غزة ويؤثر على آلاف الجرحى والنازحين


استهدفت عمليّات قصف وقنص مستشفيات ومدرسة في شمال غزّة حيث يُعالج مئات الجرحى ويحتمي آلاف النازحين حسبما أفادت مصادر طبّية وفي حكومة حماس مع تشديد إسرائيل الضغط على المراكز الطبّية ومواصلة المدنيّين الفرار نحو جنوب القطاع المحاصر.

وتوعّد الجيش الإسرائيلي بقتل عناصر حماس إذا شوهدوا وهم يُطلقون النار من المستشفيات مكررا اتّهام الحركة بأنها تنشط من داخل المراكز الطبّية وهو ما سبق للحركة أن نفته.
وقتل أكثر من 11078 شخصًا بينهم أكثر من 4506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس. فيما حذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة الجمعة من أنّ النظام الصحّي في غزّة “منهك تماما”.

وتعرّضت المناطق المحيطة بعدد من المستشفيات في شمال القطاع للقصف ليل الخميس الجمعة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت اليوم السبت إن هناك عدة آلاف من الأشخاص ما زالوا في باحة مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في قطاع غزة، ويحتاجون لإجلائهم مضيفا  “لا نزال نرى عدة آلاف في باحة (مستشفى الشفاء) التي يجري إخلاؤها. لقد رأينا أيضا أشخاصا يتم إجلاؤهم من داخل المستشفى. لا أستطيع إعطاء أرقام محددة حاليا”.

والجمعة أعلنت حكومة حماس مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة عشرات في قصف على مجمع الشفاء الأكبر في القطاع. إلى ذلك أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ “قنّاصة الاحتلال يستهدفون مستشفى القدس”، متحدثا عن “إطلاق نار بشكل مباشر على الموجودين في المبنى، ما أسفر عن استشهاد شخص واحد وإصابة 28 شخصا بينهم إصابتان”.
وأكّد أنّ “قوّات الاحتلال تطلق النار على غرفة العناية المكثفة في مستشفى القدس“، مرفقا ذلك بوسم “#انقذوا_مستشفى_القدس”.
وحذّر هيخت الجمعة من أنّه “إذا رأينا إرهابيّي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعيّن علينا فعله. إذا رأينا إرهابيي حماس سنقتلهم”.
وكان ناطق عسكري إسرائيلي أكّد مساء الخميس تنفيذ عمليّات كبيرة في منطقة “قريبة جدا من مستشفى الشفاء”.

واعتبر مدير مجمع مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية أنّ الجمعة كان “يوم استهداف المستشفيات” قائلا وأصوات الرصاص تُسمع قربه “الاحتلال استهدف جميع المستشفيات. نقول للاحتلال والعالم جميعا إنّنا ما زلنا في المستشفى مع المرضى ومع آلاف النازحين ومع الجرحى والطواقم الطبّية”.

وأضاف “سنخدم في هذا المستشفى ولن نبرحه” فيما أظهر فيديو قصفا قرب مستشفى العودة في جباليا، أدّى إلى تضرّر عدد من سيّارات الإسعاف في باحته.
وسبق لإسرائيل أن اتّهمت حماس ببناء مراكز قيادة وأنفاق أسفل المستشفيات واستخدام مواقع قريبة منها لإطلاق صواريخ، وهو ما نفته الحركة.
ودقّ الصليب الأحمر جرس الإنذار بشأن قدرة نظام الرعاية الصحّية في غزّة على مواصلة العمل، قائلا إنّ هذا النظام بلغ “نقطة اللاعودة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحّة في حكومة حماس أشرف القدرة إنّ “الانتهاكات الإسرائيليّة بحقّ المنظومة الصحّية أدّت إلى استشهاد 198 كادرًا صحّيًا .وتدمير 53 سيّارة إسعاف. واستهداف 135 مؤسّسة صحّية وإخراج 21 مستشفى. و47 مركزًا صحّيًا للرعاية الأولية عن الخدمة”.
واعتبرت وزيرة الصحّة في حكومة السلطة الفلسطينيّة مي الكيلة أنّ “ما يجري الآن بحقّ المستشفيات هو قرار بقتل من فيها”.

دعوات دولية لوقف استهداف المدنيين في غزة

إلى ذلك أعلن مدير مستشفى الشفاء انتشال نحو 50 قتيلا من داخل مدرسة البراق بعد قصف إسرائيلي الجمعة.
وأظهر فيديو في مستشفى الشفاء عددا من الجثث المكدّسة والمغطاة في باحة خارجيّة. بينما عمل شبّان على وضع أُخرى إلى جانبها. وقال أحد الشبّان الذين ينقلون الجثث. إنّ هؤلاء كانوا “في مدرسة آمنة كلّها نساء وأطفال سالمين”.

وكان مكتب الإعلام التابع لحماس أكّد أنّ عددًا من الدبّابات تتمركز على بعد مئتي متر من مدرسة البراق في حي النصر حيث تحاصر الدبّابات مستشفيات النصر للأطفال .والرنتيسي للسرطان والأطفال والعيون ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية.
ويأتي تشديد الطوق على المراكز الصحّية التي لجأ إليها عشرات آلاف النازحين. في وقت تواصل إسرائيل عملياتها البرّية في شمال غزة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس أنّ “أداء الجيش الإسرائيلي جيّد بشكل استثنائي” مضيفا “نحن لا نسعى إلى حكم غزّة. ولا نسعى إلى احتلالها. لكنّنا نسعى إلى منحها ومنح أنفسنا مستقبلا أفضل”.وروى أبو محمد (32 عامًا) كيف لجأ إلى مجمع الشفاء بغرب مدينة غزّة مع 15 من أقاربه بعد قصف على الحيّ الذي يقيمون فيه في شرق المدينة قائلا “لم يعد هناك أي مكان آمن، ضرب الجيش الإسرائيلي (مستشفى) الشفاء، لا أعلم ماذا سأفعل”.

وجدد نتانياهو مساء الخميس التأكيد أن “وقف النار مع حماس يعني الاستسلام”. مكررا أن هدفه هو “القضاء” على الحركة.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة “الحاجة إلى بذل المزيد” لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة، مرحبا بموافقة إسرائيل على “هدن” يومية.
لكن مدير المكتب الإعلامي لحماس سلامة معروف صرح “تقول إسرائيل إن هناك هدنة إنسانية لكنها استهدفت مدنيين كانوا يخرجون من مستشفى الشفاء”.
وأضاف “المحتلّ يقصف كل شيء، حتى الممرات .التي يُقال إنها آمنة ونجد فيها قتلى. ماتت عائلات كاملة في طريقها” إلى جنوب قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أقام “ممر إجلاء” الأحد، لكن فلسطينيين أفادوا باندلاع معارك مستمرة على طول هذا الطريق الذي سلكه مئة ألف شخص منذ الأربعاء. حسب أرقام الجيش ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

ويتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع المحاصر في ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الذين يفرون سيرا، على ما أفاد صحافي.
وقالت أم علاء الهجين التي لجأت إلى مستشفى النصر في خان يونس بعدما مشت أياما “ليس لدينا ماء ولا حمامات ولا مخابز. نحصل على كسرة خبز كل ثلاثة أو أربعة أيام وعلينا الوقوف ساعات في الطابور”.
وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.6 مليون شخص من إجمالي 2.4 مليون ساكن .حسب الأمم المتحدة.
وفي الشمال حيث لا يزال مئات الآلاف عالقين وسط المعارك. حذرت المنظمة الأممية من أن “نقص الطعام يثير قلقا متزايدا”.وتعاني المستشفيات التي لم تغلق أبوابها. نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل المولّدات.
وأكد مفوّض وكالة الأمم المتحدة لغوث. وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة أن أكثر من 100 من موظفي الوكالة قتلوا في غزة.
وحضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الجمعة .”إسرائيل على وقف” القصف الذي يقتل مدنيين في غزة.
وردّ نتانياهو مشددا على أن “مسؤولية أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على عاتق حماس” التي تستخدم المدنيين “دروعا بشرية” .فيما أعلنت روسيا الجمعة إرسال 25 طنًّا من المساعدات عبر مصر إلى المدنيّين في غزّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى