سياسة

نهاية رحلة البرتغالي كريستيانو رونالدو


بدو أن رحلة البرتغالي كريستيانو رونالدو أوشكت على النهاية داخل نادي مانشستر يونايتد بعد أزمته الأخيرة مع مدربه الهولندي إيريك تين هاج.

واشتعلت أزمة قوية بين الطرفين الأربعاء الماضي خلال مواجهة توتنهام هوتسبير التي انتهت بفوز “الشياطين الحمر” 2-0. ضمن منافسات الجولة الـ12 من بطولة الدوري الإنجليزي.

وقرر رونالدو عدم المشاركة في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، حسب صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية، قبل مغادرة الملعب والاتجاه إلى غرفة خلع الملابس قبل النهاية بدقيقة واحدة. وهو ما دفع تين هاج لاستبعاده من قمة تشيلسي، المقرر إقامتها السبت المُقبل.

وتعود جذور الأزمة إلى عدم مشاركة رونالدو في معسكر الإعداد للموسم الحالي. وهو ما منح مدربه فرصة استبعاده من التشكيل الأساسي في 6 من أصل 8 مباريات خاضها اللاعب هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.

فضلا عن ذلك، فإنه استبعده من المشاركة في مباراة مانشستر سيتي بالجولة التاسعة قبل أن يكرر الأمر في مواجهة توتنهام. وهو ما أشعل غضب النجم البرتغالي.

وتأتي هذه الأزمة بعد أقل من موسم ونصف من اختيار رونالدو العودة إلى “الشياطين الحمر”. وعدم الانتقال إلى جاره السيتي الذي كان يحاول الظفر بخدمات اللاعب.

وخلال السطور التالية، تستعرض “العين الرياضية” سيناريو تخيلي حول ما كان من الممكن أن يحدث إذا اختار رونالدو الانتقال إلى مانشستر سيتي.

التحول إلى خائن

يحظى رونالدو بمكانة كبيرة داخل قلوب مشجعي مانشستر يونايتد. نظرا للتاريخ الكبير الذي حققه اللاعب في بداية مسيرته مع النادي (2003-2009).

وكان لمانشستر يونايتد الفضل في سطوع نجم رونالدو في سماء الكرة العالمية. حيث توج معه بالعديد من الألقاب الفردية والجماعية، أبرزها دوري أبطال أوروبا. وأفضل لاعب في العالم عام 2008، بجانب هداف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.

رونالدو

انتقال رونالدو إلى مانشستر سيتي كان سيحوله إلى خائن بكل تأكيد. نظرا للعداء التاريخي بين الناديين، فضلا عن الحالة السيئة التي يمر بها “الشياطين الحمر” مؤخرا.

رونالدو كان سيواجه العديد من صافرات الاستهجان خلال مباريات الديربي، بالإضافة إلى صعوبة التعامل مع الجماهير في شوارع مدينة مانشستر التي كان سيتحول حبها إلى حالة من الكره والغضب.

لكن صاحب الـ37 عاما تراجع عن تلك الخطوة فور تلقيه مكالمة هاتفية من الأب الروحي له، أليكس فيرجسون، مدربه الأسبق في مان يونايتد، والذي أقنعه بالعودة إلى أولد ترافورد.

البقاء في القمة

لا يوجد شك أن قرار العودة إلى مانشستر يونايتد كان بدافع العاطفة والحنين إلى ذكريات الماضي من جانب كريستيانو رونالدو، لكن الأيام أثبتت عدم صحة قراره.

رونالدو لم يفكر في الأمر بعقله، خاصة وأن يونايتد كان يعاني من عدة أزمات تتعلق بالإدارة والجهاز الفني بالإضافة إلى سوء جودة بعض اللاعبين، مما يجعل المهمة صعبة.

في المُقابل، فإن اختيار مانشستر سيتي كان سيسهل عليه العديد من الأمور من أجل الحفاظ على قمة مستواه. وتسجيل المزيد من الأهداف، بل المنافسة على لقب الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي.

مانشستر سيتي يتمتع باستقرار إداري وفني كبير، بوجود مدرب مخضرم مثل الإسباني بيب جوارديولا ونجوم على أعلى مستوى أمثال كيفين دي بروين ومواطنه برناردو سيلفا والجزائري رياض محرز وغيرهم من الأسماء اللامعة.

وكان من الممكن أن يحظى رونالدو بانطلاقة تهديفية مثالية، كالتي حققها إيرلينج هالاند بمجرد انضمامه لكتيبة السيتزنز هذا الموسم. مكنته من تسجيل 15 هدفا في الدوري الإنجليزي خلال فترة وجيزة.

التتويج بالألقاب

رونالدو حارب وحيدا في موسمه الأول مع مانشستر يونايتد وأنقذ الفريق في العديد من مباريات الموسم. وحافظ على آماله في التأهل لبطولة أوروبية، لكنه فشل في حصد أي لقب مع “الشياطين الحمر” منذ عودته.

في المُقابل، فإن وجوده مع مانشستر سيتي كان سيضمن له لقبين على الأقل. أهمهما الدوري الإنجليزي الذي توج به مانشستر سيتي الموسم الماضي عن جدارة واستحقاق.

فضلا عن المنافسة على بطولة دوري أبطال أوروبا كل موسم، بالإضافة إلى الألقاب المحلية المتمثلة في كأس الاتحاد الإنجليزي ورابطة الأندية المحترفة.

المشاركة في دوري أبطال أوروبا

ابتعد رونالدو عن المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في مسيرته خلال الموسم الحالي، وذلك بعد فشل يونايتد في التأهل لها.

رونالدو بقميص ريال مدريد

ورغم أن رونالدو هو الهداف التاريخي للبطولة الأعرق على مستوى الأندية، فإنه قرر خوض تحدٍ صعب والاستمرار والمشاركة في الدوري الأوروبي.

في المُقابل، فإن وجود رونالدو مع مانشستر سيتي كان سيضمن له المشاركة الدائمة في دوري الأبطال، خاصة. وأن الفريق السماوي هو المرشح الأول دائما لحصد الدوري الإنجليزي أو التواجد في مراكز المقدمة.

إضافة إلى ذلك، كان من الممكن أن يتحول “الدون” إلى أسطورة أخرى داخل ملعب الاتحاد. حال نجاحه في قيادة السيتي للفوز باللقب لأول مرة في تاريخ النادي.

تعزيز الرقم الأوروبي

فقد رونالدو فرصة تعزيز رقمه التاريخي في بطولة دوري أبطال أوروبا والذي يتمثل في التربع على عرش قائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة برصيد 140 هدفا.

وجوده في مانشستر سيتي كان سيعزز من فرصة الابتعاد بهذا الرقم، لكن ابتعاده عن المشهد. سيمنح غريمه الأزلي ليونيل ميسي فرصة تقليص الفارق، إذ يحل وصيفا بـ127 هدفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى